عقدت قراني على فتاة متدينة ولكني نفرت من جمالها.. هل أسرحها؟

السؤال:

أنا عقدت قراني على فتاة منذ ستة أشهر، عمري 23 عاما، وعمرها 19، وتم تحديد الزواج بعد ثلاثة أشهر من الآن، وقد نظرت إليها نظرة شرعية، لكن لم آخذ راحتي في النظر لوجود عمها وجدها وخجلي منهم، كنت في البداية مقتنعا بالزواج بها، ولكن بعد ذلك بدأت أجد في نفسي شيئاً من النفور منها بعد التلبيسة، ورأيتها أكثر ولم أقتنع بها، وقد سمعت أهلي يتحدثون أنها ليست جميلة، وأخواتها أجمل منها، ولومي من أخواتي لماذا اخترتها؟!



مع العلم أن التي اختارتها لي واحدة منهن، لكن لم تخبرني أنه يوجد أجمل منها، وأنها ليست جميلة؛ حيث أنها نحيلة وقصيرة، وأنا أحادثها بالهاتف، وقد أعجبني دينها وأخلاقها، وقد تغلبت على هذه المشكلة وأقنعت نفسي بها، ولكن عادت لي هذه المشكلة بشكل أقوى عندما أرسلت لي صورا لها، فجمالها لم يكن بالقدر الذي يعفني ويغض بصري.



أخاف من ظلمها؛ لأن حالتي النفسية تجعلني مهموماً أحياناً، وقلت محادثتي لها، وقد فكرت كثيراً في تسريحها بإحسان واستبدالها بغيرها، ولكن هي تحبني جداً ومتعلقة بي كثيراً، وقد أجهدني التفكير وأرقني في منامي؛ لأني لا أدري ماذا أفعل، فما العمل أثابكم الله؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ عبد العزيز حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



نرحب بك أيهَا الابن الكريم في الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، ونتمنى أن تُكمل مشوارك مع هذه الفتاة؛ لأن خروجك من حياتها بهذه الطريقة سيؤلمها، وهذا لا يُرضي أحدًا، الواحد منا لا يرضى مثل هذا الموقف لأخواته أو لعمّاته أو لخالاته، فلماذا نرضاه لبنات الآخرين.



وأرجو أن تعلم أن مسألة رأي الأخوات فيها ورأي الأم فيها ليس بحاسم، فإن الإنسان يرى بعينه هو لا بعين أخته ولا بعين أمه، وما تراها الأخت جميلة قد لا تراها أنت، والعكس بالعكس، ولذلك إذا كانت الفتاة صاحبة دين وبدأت مرتاحًا لها، ثم حصل هذا التغير، فإن هذا الأمر ينبغي أن تتعوذ فيه بالله من الشيطان، ولا تستمع إلى كلام الناس، فإن الناس لن يتفقوا على جمال امرأة في هذه الأرض؛ لأن نظرتهم مختلفة؛ ولأن التلاقي أيضًا بالأرواح، فالأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.



وإذا كان الاختيار قد تم عن طريق إحدى أخواتك فهي لا تختار لك إلا الخير، والأهم من كل هذا أنك نظرت إليها النظرة الشرعية، ثم لما تأثرت بكلام شقيقاتك الأخريات بدأت تغيّر هذه المسألة، ونحن نريد أن يكون لك رأيًا حاسمًا في هذه المسألة.



وكون الفتاة نحيفة هذا حله سهل، والآن معظم فتيات الدنيا يبحثن عن النحافة، والوضع سيتغير بعد الزواج، لأن معالم جسد المرأة تتغير جدًّا بعد زواجها، وهذا هو الأصلح، أما إذا كانت في الأصل متينة فإن هذا قد يواجه بإشكالات صحية وإشكالات في مسألة الحمل والوضع إلى غير ذلك.



لذلك أرجو أن تعيد النظر والتفكير في هذا الأمر، وتحاول أيضًا أن تنظر في محاسنها فتنمّيها، وتجتهد دائمًا في اللجوء إلى الله تبارك وتعالى، واعلم أن الشيطان دائمًا يأتي بالنفور أصلاً؛ لأن الشيطان لا يريد لنا الحلال، كما قال ابن مسعود: (إن الحب من الرحمن، وإن البغض من الشيطان، يريد أن يُبغض لكم ما أحل الله لكم).



فهذه الفتاة التي أصبحت حلالاً لك - لأن الرباط شرعي - الشيطان يُبغضها ويحبب إليك الحرام، فتعوذ بالله من شر الشيطان، وابتعد عن النظر إلى الأخريات، واحمد الله الذي رزقك فتاة صاحبة دين، رضيتها الأسرة، رضيها الوالد، رضيتها الوالدة، ومن أسرة طيبة، وأنت أيضًا رضيتها، ولا تلتفت لكلام الناس؛ لأن رضاهم غاية لا تُدرك، وكلامهم لا يمكن أن ينتهي، وهم لا يعجبهم العجب، ولا يمكن أن يصلوا إلى اتفاق حول مسألة واحدة، وهكذا خلقهم الله {ولا يزالون مختلفين} ولولا اختلاف وجهات النظر لبارت السلع.



أكرر: الجمال ما تراه بعينك أنت لا بعين أخواتك، ولا بعين أمك، ولا بعين أي إنسان، لذلك هذه حكمة الله، فكل فتاة جميلة بحيائها وحجابها، وجميلة في عيون الرجل الذي سينظر إليها، وجميلة في عين الرجل التي تلتقي روحها بروحه، وهذا جانب ينبغي أن ننتبه له، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد والهداية.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://www.islamweb.net/consult/index.php?page=Details&id=2196279

تعليقات