السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
شخص كبير في السن لديه زهايمر في بدايته، يتذكر الأشياء القديمة، ولكنه لا يتذكر الجديد، ويتساءل كثيرا، مشكلته أنه دائما ما يقوم بتصرفات غير سليمة، وقد تكون أمام بناته، وينطق بكلام بذيء وشاذ أيضا، ودائما يتواجد في دورة المياه بالساعات وكأنه يجامع، وينطق بألفاظ غريبة، ويخرج بهذه النجاسة دون اغتسال، أو أن يغسل يديه إلا حينما نقول له بعناد شديد.
نظرته أصبحت مختلفة، وكل تفكيره في الأشياء السيئة والمناظر القبيحة، حتى أنني أعتقد بأن لعبه مع الأطفال ليس سويا، ولكن ليس بشكل ملحوظ، فهو دائما يفكر في هذا الجانب.
حاولنا كثيرا بأن نقوم بتشغيل القرآن عندما يدخل، ولكن دون فائدة، ونحن لا نستطيع فعل شيء، لعدم وجود رجل آخر في البيت، ونريد حلا لكي يبتعد عن هذه التصرفات، ونحاول دائما أن نقول له بأن يقرأ القرآن، أو أن ينزل للجامع، ولكنه يعاند وبشدة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ e.p حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فلا شك أن مرض الزهايمر من الأمراض الشديدة، وهو (حقيقة) ليس ضعفًا في الذاكرة فقط، وإنما اضطراب في الإدراك والسلوك، وتغير كبير في الشخصية، والإنسان الذي يُصاب بهذه العلة إذا أُثبتت تشخيصيًا، قطعًا فإنه يكون قد افتقد الأهلية، ولا حرج عليه في تصرفاته، فهو لا يستطيع أن يدير شؤونه.
أنا أقدر جدًّا أن الأسر التي لديها من يعانون من هذه العلة قد تحدث لهم مشاق ومتاعب كثيرة، ولكن في ذات الوقت إذا أُصيب أحد الآباء أو الأمهات بهذه العلة وهذا المرض الشديد؛ فأنا أعتبرها أيضًا فرصة عظيمة للأبناء وللبنات ليخدموه، ويكون هنالك إشراف تام عليه، فهذا نوع من البر ولا شك في ذلك.
وفيما يخص موضوع هذا الرجل – الذي أسأل الله تعالى له العافية –:
لا بد أولاً أن يتم التأكد من أنه يعاني من علة الزهايمر، ولا شك أن الأعراض التي ذكرتها في رسالتك هي أعراض رئيسية وأساسية، ولكن التشخيص النهائي يجب أن يتم من خلال الطبيب، خاصة الطبيب المختص في الطب النفسي أو طب الأعصاب، والذهاب به إلى الطبيب يعتبر أمرا مهمًّا، لأن مثل هذه الحالات قد تستجيب استجابات جزئية لبعض الأدوية، فهنالك أدوية مهدئة، وهنالك أدوية تحسن النوم، وهنالك أدوية تقلل من الحركة، وهنالك أدوية تقلل من الكلام، وهذا كله موجود، فمقابلة الطبيب أنا أعتبرها ضرورية جدًّا.
أما بالنسبة للأدوية المحسنة للذاكرة:
فهذا موضوع طويل جدًّا ومعقّد، يمكننا اختصاره بأن نقول: بأن حالات الزهايمر المبكرة – أي حين تكون الحالة في بدايتها – قد يستجيب المريض فيها لبعض الأدوية المحسنة للذاكرة، ومن هذه الأدوية عقار يعرف باسم (ريمانيل)، وآخر يسمى (إبكسيا)، وثالث يسمى (آرسبت).
فإذًا الفرص الطبية التي تؤدي إلى نوع من تحسين الوضع موجودة، لا أقول علاجًا شافيًا وكافيًا للزهايمر، ولكن قطعًا الطب الحديث من قبل المختصين يُقدِّم الكثير والكثير لمرضى الزهايمر ولأسرهم، وفي بعض الدول توجد خدمات منزلية، بمعنى أن الفرق العلاجية تأتي للناس في المنازل، وتنصحهم، وترشدهم، وتنظف هؤلاء المرضى، وتقدم لهم كل الخدمات الطبية الضرورية.
ومن السبل المهمة جدًّا:
هي أن نحاول تنشيط ذاكرة هذا الرجل من خلال إعطائه المعلومات، وليس من خلال سؤاله عن الأشياء، بمعنى أنه يجب أن نخطره ونخبره بالأشياء الأساسية، كما أنه يجب أن تقدموا أنفسكم إليه بأسمائكم، وتذكروها له، حتى وإن كنتم من أقرب أقربائه، ونذكر له اليوم، ونذكر له الوقت، ونذكره بالصلاة، وإن لم يصل بالصورة الصحيحة فلا حرج عليه - إن شاءَ الله تعالى -.
إذًا تدريبه وتعليمه سوف يكون له فائدة، ويجب أن نتجنب أن نسأله عن الأشياء؛ لأن السؤال يجعله يبحث عن المعلومة، وحين يجد صعوبة في وجودها؛ فإن هذا يسبب له القلق الشديد جدًّا.
أنا أتعاطف معكم جدًّا، وأعرف شدة هذه العلة، ووقعها عليكم كأسرة، ولكن - إن شاء الله تعالى – تكونوا من الصابرين والمفلحين، وتقدموا الخدمة اللازمة لهذا الرجل، وعدم وجود رجل قطعًا سيُسبب إشكالية، ولكن الخير موجود في هذه الأمة - إن شاء الله تعالى -.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
شخص كبير في السن لديه زهايمر في بدايته، يتذكر الأشياء القديمة، ولكنه لا يتذكر الجديد، ويتساءل كثيرا، مشكلته أنه دائما ما يقوم بتصرفات غير سليمة، وقد تكون أمام بناته، وينطق بكلام بذيء وشاذ أيضا، ودائما يتواجد في دورة المياه بالساعات وكأنه يجامع، وينطق بألفاظ غريبة، ويخرج بهذه النجاسة دون اغتسال، أو أن يغسل يديه إلا حينما نقول له بعناد شديد.
نظرته أصبحت مختلفة، وكل تفكيره في الأشياء السيئة والمناظر القبيحة، حتى أنني أعتقد بأن لعبه مع الأطفال ليس سويا، ولكن ليس بشكل ملحوظ، فهو دائما يفكر في هذا الجانب.
حاولنا كثيرا بأن نقوم بتشغيل القرآن عندما يدخل، ولكن دون فائدة، ونحن لا نستطيع فعل شيء، لعدم وجود رجل آخر في البيت، ونريد حلا لكي يبتعد عن هذه التصرفات، ونحاول دائما أن نقول له بأن يقرأ القرآن، أو أن ينزل للجامع، ولكنه يعاند وبشدة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ e.p حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فلا شك أن مرض الزهايمر من الأمراض الشديدة، وهو (حقيقة) ليس ضعفًا في الذاكرة فقط، وإنما اضطراب في الإدراك والسلوك، وتغير كبير في الشخصية، والإنسان الذي يُصاب بهذه العلة إذا أُثبتت تشخيصيًا، قطعًا فإنه يكون قد افتقد الأهلية، ولا حرج عليه في تصرفاته، فهو لا يستطيع أن يدير شؤونه.
أنا أقدر جدًّا أن الأسر التي لديها من يعانون من هذه العلة قد تحدث لهم مشاق ومتاعب كثيرة، ولكن في ذات الوقت إذا أُصيب أحد الآباء أو الأمهات بهذه العلة وهذا المرض الشديد؛ فأنا أعتبرها أيضًا فرصة عظيمة للأبناء وللبنات ليخدموه، ويكون هنالك إشراف تام عليه، فهذا نوع من البر ولا شك في ذلك.
وفيما يخص موضوع هذا الرجل – الذي أسأل الله تعالى له العافية –:
لا بد أولاً أن يتم التأكد من أنه يعاني من علة الزهايمر، ولا شك أن الأعراض التي ذكرتها في رسالتك هي أعراض رئيسية وأساسية، ولكن التشخيص النهائي يجب أن يتم من خلال الطبيب، خاصة الطبيب المختص في الطب النفسي أو طب الأعصاب، والذهاب به إلى الطبيب يعتبر أمرا مهمًّا، لأن مثل هذه الحالات قد تستجيب استجابات جزئية لبعض الأدوية، فهنالك أدوية مهدئة، وهنالك أدوية تحسن النوم، وهنالك أدوية تقلل من الحركة، وهنالك أدوية تقلل من الكلام، وهذا كله موجود، فمقابلة الطبيب أنا أعتبرها ضرورية جدًّا.
أما بالنسبة للأدوية المحسنة للذاكرة:
فهذا موضوع طويل جدًّا ومعقّد، يمكننا اختصاره بأن نقول: بأن حالات الزهايمر المبكرة – أي حين تكون الحالة في بدايتها – قد يستجيب المريض فيها لبعض الأدوية المحسنة للذاكرة، ومن هذه الأدوية عقار يعرف باسم (ريمانيل)، وآخر يسمى (إبكسيا)، وثالث يسمى (آرسبت).
فإذًا الفرص الطبية التي تؤدي إلى نوع من تحسين الوضع موجودة، لا أقول علاجًا شافيًا وكافيًا للزهايمر، ولكن قطعًا الطب الحديث من قبل المختصين يُقدِّم الكثير والكثير لمرضى الزهايمر ولأسرهم، وفي بعض الدول توجد خدمات منزلية، بمعنى أن الفرق العلاجية تأتي للناس في المنازل، وتنصحهم، وترشدهم، وتنظف هؤلاء المرضى، وتقدم لهم كل الخدمات الطبية الضرورية.
ومن السبل المهمة جدًّا:
هي أن نحاول تنشيط ذاكرة هذا الرجل من خلال إعطائه المعلومات، وليس من خلال سؤاله عن الأشياء، بمعنى أنه يجب أن نخطره ونخبره بالأشياء الأساسية، كما أنه يجب أن تقدموا أنفسكم إليه بأسمائكم، وتذكروها له، حتى وإن كنتم من أقرب أقربائه، ونذكر له اليوم، ونذكر له الوقت، ونذكره بالصلاة، وإن لم يصل بالصورة الصحيحة فلا حرج عليه - إن شاءَ الله تعالى -.
إذًا تدريبه وتعليمه سوف يكون له فائدة، ويجب أن نتجنب أن نسأله عن الأشياء؛ لأن السؤال يجعله يبحث عن المعلومة، وحين يجد صعوبة في وجودها؛ فإن هذا يسبب له القلق الشديد جدًّا.
أنا أتعاطف معكم جدًّا، وأعرف شدة هذه العلة، ووقعها عليكم كأسرة، ولكن - إن شاء الله تعالى – تكونوا من الصابرين والمفلحين، وتقدموا الخدمة اللازمة لهذا الرجل، وعدم وجود رجل قطعًا سيُسبب إشكالية، ولكن الخير موجود في هذه الأمة - إن شاء الله تعالى -.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.
via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://www.islamweb.net/consult/index.php?page=Details&id=2195832
تعليقات
إرسال تعليق