زوجي يرفض أي محاولة للإصلاح

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



أنا سيدة متزوجة منذ أربع سنوات، ولدي طفلان، والآن أنا حامل في الشهر الثالث، تزوجت أنا وزوجي على اتفاق وحب ومودة شديدة -والحمد لله- أنعم الله علينا بكثير من النعم، فهو على درجة كبيرة من العلم والأخلاق الفاضلة، وطبعا التدين لأبعد الحدود، أنا عمري 27 عاما، وهو يكبرني بـ 14 عاما، المشكلة هنا أنني تغيرت منذ زواجنا، وأصبحت شخصية مهملة في نفسي، وفي بيتي، وكذلك أفتقد إلى النظام في حياتي وكثر عندي النسيان، وعدم التذكير.



زوجي إنسان منظم لأبعد الحدود ودقيق لدرجة كبيرة جدا، ولذلك فقد بدأت المشاكل بالظهور، ويعلم الله أنه لم يتجاوز معي في المعاملة إلا بالتوجيه وتوابعه؛ لأني لا أنفذ كلامه بالدقة التي يتوقعها، ولكني والله لا أقصد هذا، وإنما يحدث هذا مني عن غير عمد، والآن هو بعيد عني جدا، ولا يريد أن يتحدث معي، ولا يسمعني ويقول أنه اكتفى مني، ومن سماعي، ومن وعودي له بالالتزامات التي لا أوفيها، وأنا أريده يرجع لي كعهدنا السابق، ولأني حامل فإن نفسيتي سيئة جدا.



كذلك أنا مضطرة للسفر إلى مصر لمناقشة رسالة الماجستير، خاصة أننا هنا في السعودية مغتربين، وأنا أتمنى أن أسافر وهو راض عني وغير غاضب، فماذا أفعل؟ وهو رافض أي محاولة مني للإصلاح والكلام، أرجو الإفادة وسرعة الرد، وهل أنا أعاني من حالة نفسية تحتاج لتدخل طبي؟



بارك الله فيكم، وجزاكم الله عنا كل الخير.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة/ um ali حفظها الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصرف عنكم كيد شياطين الإنس والجن، وأن يرد عنكم حقد الحاقدين وحسد الحاسدين وظلم الظالمين واعتداء المعتدين، وأن يُصلح ما بينك وبين زوجك، إنه جواد كريم.



وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنه مما لا شك فيه أن هذا التغير السلبي أمر مزعج للغاية، خاصة وأن زوجك رجل في هذا المستوى من الأخلاق والقيم والمبادئ والنظام والمعاملة الحسنة معك والصبر الجميل، إلا أنك بدأت في العد التنازلي نحو الإهمال، أصبحت مهملة في نفسك، إلى غير ذلك من الأمور التي ذكرتها، وهذه كلها أمور لا تبشر بخير، ولذلك – كما ذكرت أنت – وصل الحال بزوجك إلى أنه أصبح يرفض أي محاولة منك للإصلاح أو للكلام.



وأنت استمر بك الحال على ما أنت عليه، فمما لا شك فيه قد تفقدين زوجك وأسرتك بالكلية، ولذلك لا بد لك من وقفة مع نفسك (إلى متى هذا الإهمال؟) لا بد من وقفة جادة وحازمة وحاسمة، لأنك لو تركت نفسك على ما أنت عليه فالنهاية ستكون قريبة للغاية، وعندها لا ينفع الندم، خاصة وأن زوجك من النوع المتميز -بشهادتك-، وهذا النوع قد يصبر، ولكن عندما يصل الأمر إلى حد ما يجد أن الصبر أصبح عملة نادرة لا وجود لها، ويخرج الأمر عن يده، ويُصبح الحل مستحيلاً.



لذا أقول: لا بد من الوقوف مع نفسك وقفة وسؤال نفسك هذا السؤال، ثم بعد ذلك خذي قرارًا بأن توقفي هذا، بأن تبدئي في محاولة إصلاح نفسك أولا بأول، بأن تجدولي السلبيات التي وقعت فيها وتبدئي بالشيء الأسهل تحاولي التخلص منه، وأنا واثق أنك لو نجحت في علاج مشكلة واحدة أو في تغيير سلوك ولو بسيطًا من سلوكياتك المزعجة، أنا واثق أنك ستنجحين في الكل.



إذًا لا بد من قرار بالتوقف عن هذه المأساة، والبدء بأبسط سلبية ومحاولة القضاء عليها والتخلص منها، حتى تحققي نصرًا يُشجعك على أن تقتحمي بقية المشاكل - بإذن الله تعالى -.



علاجك سهل ميسور -بإذن الله تعالى- ولكن لا بد كما ذكرت لك من محاولة الوقوف مع نفسك وتغيير السلوك السلبي هذا، ومحاولة الاجتهاد في القضاء على هذه السلبية، حتى يمُنَّ الله تبارك وتعالى بالشفاء العاجل، وحتى تحافظي على أسرتك من الذوبان أو الضياع أو الانهيار، ضروري جدًّا أن تحافظي على أسرتك، وإلا أصبحت زوجة فاشلة، وأنا أظنك لست كذلك، ولست حريصة على ذلك، فأري الله من نفسك خيرًا، وأسأل الله أن يوفقنا وإياك لكل خير، إنه جواد كريم.



هذا وبالله التوفيق.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://www.islamweb.net/consult/index.php?page=Details&id=2191092

تعليقات