أحببت فتاة لأتزوجها ولكن هناك عوائق، ما نصيحتكم؟

السؤال:

السلام عليكم



أكرمني ربي في شهر رمضان الفائت، بأن رأيت فتاة فأعجبت بها وبخلقها، وأكرمني ربي بعد رؤيتها مباشرة بالرجوع إليه، وحب طاعته، وحب الصلاة وأدائها في المسجد، وبدأت بحفظ القرآن، وأصبحت دائما على ذلك، بمعنى أكثر أغناني الله برؤيتها عن حرامه، وقربني منه، وأنا شاكر له سبحانه أن أوجدها لي.



قررت أن أكلمها بغرض أن أتعرف عليها للتقدم لخطبتها، ولكن من خجلها لم تجبني، فقررت أن أسأل عنها، ووفقني الله في التعرف عليها، ولكن وجدت أن لها أخا كان في السجن في قضية مخدرات، ولكنه خرج، وعائلتها تعاني من مشاكل أسرية، وكل من نسأله عنها يقول لنا ابتعد عنها، ولكنه يعقب بأنها هي وأخواتها يتميزن بالأدب والأخلاق، فتحيرت أكثر، وخصوصا أن عائلتي أعتقد أنها سترفضها، ولكنني أكثر حيرة اليوم مما مضى، وخصوصا أني لا أرى في غيرها ما ينسيني إياها.



يزداد تعلقي بها، وخصوصا أني لا أجد لها ذنبا في المشاكل المحيطة بها، وحتى الآن أنا متعلق بها جدا.



نعم لم أكلمها بعد أن عرفت عنها ذلك، وتركت الأمر كله لله، ولكني أصبحت متضايقا جدا، ودائم الدعاء لها بالخير، وتعلق قلبي بهذا السبب الذي أوجده الله لي لكي أعود إليه سبحانه، فازداد حبي لله، وأعلم أنه يحبني.



ما العمل بخصوص تلك الفتاة؟ هل آثر السلامة وأبتعد عنها؟ مع العلم أني لن أنساها بسهولة أبدا أم أكمل المشوار وأحاول أن أقنع عائلتي؟ علما أني استخرت، ولكني لم أسع في طلب الأمر.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ mahmoud حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



نرحب بك ابننا الكريم في الموقع، ونسأل الله أن يهيئ لك من أمرك رشدًا، وأن يُقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، ونسأل الله تبارك وتعالى إذا كان في هذه الفتاة خيرًا أن يجمعك بها على الخير، هو ولي ذلك والقادر عليه.



الآن ندعوك إلى إشراك العائلة والاجتهاد في إقناعهم، ومزيد من السؤال عن الفتاة وأسرتها، ونحب أن نبين فعلاً أن الإنسان يصعب عليه أن يجد فتاة أهلها طيبون - أخوالها، أعمامها، عماتها.



لذلك الإنسان يسدد ويقارب، والعبرة بدين الفتاة بالدرجة الأولى، وهذا لا يعني أننا نُغفل الأسرة والبيئة التي نشأت فيها، لكن من الضروري أن نعرف مقدار تأثرها بذلك الواقع الذي تعيش فيه، وهذا ما تجيد معرفته أخواتك من النساء أو عمّاتك أو خالاتك.



لذلك نحن ندعوك إلى أن ترجع في هذا الأمر إلى العائلة، تجتهد في إشراكهم، أولاً في التعرف على الفتاة، وتعرف على حقيقتها، والنساء أعرف بالنساء، ثم تجتهد أنت وإخوانك من الرجال في معرفة أهلها، معرفة الوضع الذي تعيش فيه هؤلاء الفتيات، فإن وجدت خيرًا وصمودًا وثباتًا ورغبة في الخير وحرصًا على الخير، عند ذلك تمضي، وتكون مأجورًا إذا قصدت أن تُخرجها من الوضع الموبوء، وهذا يعني أنك لا بد أن تكون على درجة عالية من الالتزام والوعي والنضج، حتى لا ينسحب الأبناء مستقبلاً إلى تلك العائلة.



هؤلاء الإخوان هم سيكونون أخوالاً لأبنائك، كما أن إخوانك سيكونون أعمامًا لأبنائك، ولذلك المسألة تحتاج فعلاً إلى أن يوازن الإنسان.



حتى يحصل ذلك نتمنى أن توقف هذا الانجراف العاطفي، لأن الأمر لا يزال لم يتحدد، ولا زلت الآن لا تعرف أين المصلحة، وعليك بعد أن تُشرك الأهل وتستشير من يعرفونك أن تصلي صلاة الاستخارة أيضًا، والاستخارة هي طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير، ولأهميتها كان النبي - صلى الله عليه وسلم – يعلمها للصحابي كما يعلمه السورة من القرآن.



نحن لا مانع عندنا من أن تتواصل معنا حتى نتابع معك، بعد أن تعرف رأي الأسرة، بعد أن تتعرف أكثر وأكثر على الفتاة وأسرتها ووضعها، وأنا مُصِرٌّ على إشراك العنصر النسائي، وإشراك العائلة في هذه المسألة، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد والهداية.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://www.islamweb.net/consult/index.php?page=Details&id=2193645

تعليقات