ما العلاج لقلق المخاوف الوسواسي؟

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



أبلغ من العمر 24 عاما، أعاني من قلق وتوتر شديد, ورجفة باليدين منذ الصغر, بسبب حادثة تعرضت لها, وهي ما قادتني إلى الاكتئاب وعدم الراحة نفسيا, حيث إني أشعر بخوف شديد من مواجهة الناس, وأشعر كأن لساني مربوط, ولا أستطيع أن أتكلم بطلاقة, ولا أستطيع تجميع الكلام بسهولة, وأخاف من الله كثيرا, وأشعر بالذنب لدرجة أني أخاف أن أقتل بعوضة لكي لا يعذبني الله, وأشعر بضيق في صدري, وأعيد صلاتي كثيرا بسبب الوساوس, وأشعر أنها غير مقبولة, وأني سوف أدخل النار مهما فعلت.



ذهبت لطبيب وكانت الفحوصات كلها سليمة, فوصف لي دواء (السبيرليكس) 20 مغ, حبة صباحا, و(الدينكسات) حبة صباحا وحبة مساء, و(الاندرال) 40 مغ حبة صباحا وحبة مساء, ودواء (الريسبال) 200 مغ، وقد توقفت عن أخذ (الريسبال) لأنه زاد حالة القلق لدي, استمريت على الأدوية مدة أربع سنوات تقريبا, ولم أتحسن إلا قليلا.



الآن توقفت عن أخذ (السبيرليكس), وآخذ دواء (الأَميتريبتيلين) 25 مغ حبة صباحا, و(الدينكسات) و(الزولفت) حبة صباحا, وأنا أشعر بتحسن قليلا, فهل أستمر على هذا الدواء؟ وماذا تنصحني؟



جزاكم الله كل خير.



الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ rami fadise حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



قلق المخاوف الوسواسي دائمًا يجعل الإنسان يبتعد من مصدر خوفه وقلقه ووسوسته، لكن قطعًا الخوف من الله تعالى يُقرِّ الإنسان إليه، وأنت يجب أن تأخذ الأمور في هذا الإطار، تأخذها في إطار أن الخوف من الله هو من أجل المزيد من التقرب إليه سبحانه وتعالى، ولا تحس بالذنب أبدًا.



أنت لست من أصحاب الموبقات ولست من أصحاب الكبائر، وهذا أمر عظيم، يجب أن يكون حافزًا لك، وما يأتيك من وسوسة حول الذنوب والشعور بأنك سوف تدخل النار، لا شك أن هذا شعور مجحف، شعور خاطئ، ومنبعه الوسوسة, وأنت -إن شاء الله تعالى– صاحب نفسٍ نقيّة تقيّة سامية، وهذه السمات المتميزة هي التي جعلتك تشعر هذا الشعور.



قبل أن أتحدث عن الدواء أريدك أن تستثمر حياتك بصورة صحيحة، أنت في بدايات سن الشباب، ولديك طاقات كثيرة جدًّا، هذه الطاقات يجب أن تصهرها وتستفيد منها وتستغلها استغلالاً إيجابيًا, عليك أن توسّع مهاراتك وتزيدها في جميع المجالات، في مجال المعرفة، في مجال التواصل الاجتماعي، في العمل، وهذه وسائل تأهيلية ممتازة تفتح لك آفاقًا جديدة، وتقلص تمامًا كل مشاعرك السلبية، وتجعلك -إن شاء الله تعالى– إنسانًا قابلاً لذاته وقابلاً للآخرين، وهذا هو المهم والضروري.



أريدك أيضًا أن تكون دائمًا مع الصحبة والرفقة الطيبة، وأن تحرص على بر والديك، هذه دعائم نفسية ممتازة.



بالنسبة للعلاج الدوائي: الفروقات والاختلافات بين الأدوية التي تناولتها ليست كبيرة، فالسبرالكس قريب من الزولفت، لكن التباين الشخصي والفوارق في استجابة الناس للأدوية ربما تكون عاملاً ضروريًا وحاسمًا في بعض الأحيان، لذا نجد أن شخصا يستجيب لهذا الدواء وآخر يستجيب لدواء آخر، وأنا أرى أن الزولفت سيكون دواءً صالحًا ودواء جيدًا ودواء مفيدًا لك، وأعتقد أن جرعة مائة مليجراما –أي حبتين في اليوم– سوف تكون هي الجرعة الصحيحة بالنسبة لك، وسوف يكون هو الدواء الأساسي، وإن أردت أن تدعمه بجرعة صغيرة من عقار (سوليان) والذي يعرف باسم (إميسلبرايد) بجرعة خمسين مليجرامًا ليلاً، أعتقد أن ذلك سوف يكون قرارًا صحيحًا.



وربما لا تحتاج لعقار ديناكسيت في حالة تناول السوليان (مثلاً) لكن القرار النهائي فيما يخص هذه الأدوية يجب أن يكون بيد طبيبك الذي قام بفحصك ومناظرتك، وأكثر إلمامًا بحالتك.



عمومًا أنا متفاءل جدًّا أنك -إن شاء الله تعالى– سوف تكون من المتعافين، ومن جانبي أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وكل عام وأنتم بخير، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://www.islamweb.net/consult/index.php?page=Details&id=2191869

تعليقات