السؤال:
السلام عليكم...
أنا فتاة اجتماعية، وعلاقاتي كثيرة، لكنني أعاني من خلق سيء، وهو إفشاء أسرار الآخرين، فعندما أطمئن وأثق في شخص ما، أخبره بأسرار الآخرين، وقد حدث ذلك معي أربع مرات.
هذا الخلق المشين أثر على علاقتي بأسرتي وأصدقائي تأثيراً سيئاً، أتوب منه مراراً وتكراراً ولكنني أعود إليه مرة أخرى لا شعورياً.
أخشى على نفسي أولاً من سوء الخاتمة بسبب هذا الذنب، وثانياً أني في سن الزواج وأخشى أن يدمر هذا الخلق السيء علاقتي الزوجية مستقبلاً.
سؤالي: بماذا تنصحونني لأتخلص من هذا العادة السيئة؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلافة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك - ابنتنا الفاضلة - في الموقع، ونسأل الله أن يعينك على الخير، ونؤكد لك أن الإنسان يملك سره، فإذا أذاعه أصبح مِلْكًا لغيره، ومشكلة إفشاء الأسرار من أكبر المشاكل، وهي مخالفة شرعية لأنها تنافي الأمانة، فالإنسان ينبغي أن يحفظ الأسرار، وينبغي أن يستر على نفسه، وينبغي أن يحسب للكلام حسابا قبل أن ينشره، قبل أن يُخرجه، فإن العاقل دائمًا عقله قبل اللسان، بمعنى أنه يزن الكلمة ويفكّر فيها قبل أن يُخرجها، أما الجاهل فعقله بعد لسانه، بعد أن تخرج الكلمة، يتأثر، ويقول (ليتني لم أفعل، ليتني لم أتكلم).
وهذا اللسان أمره خطير، وجرائره عظيمة، فهو صغير عظيم في جُرمه، ومن جرائمه وجرائره الكبرى إفشاء الأسرار - والعياذ بالله -.
هذا الإفشاء للأسرار يُفسد على الإنسان طعم الحياة ولونها وثمارها، ولذلك ينبغي أن تنتبهي، والمؤمنة لا تُلدغ من الجحر الواحد مرتين، فكيف وقد لُدغتِ مرارًا؟
ولذلك نتمنى أن تحاولي دائمًا أن تكوني قليلة الكلام، تحاولي دائمًا أن تحسبي الكلمات قبل إخراجها، تحاولي دائمًا أن تحفظي للناس أسرارهم، وأن تحفظي أسرار نفسك، ألا تتكلمي بكل ما تسمعين، فإن من الإساءة أن يتكلم الإنسان بكل ما سمع، وأن يُحدث بكل ما سمع، هذا حذر منه سلف الأمة الأبرار.
والإنسان إذا كان كثير الكلام فإنه يخرج إلى المبالغة، يخرج إلى الغيبة، يخرج إلى النميمة، ويخرج إلى إفشاء الأسرار، ولذلك كان الصمتُ منقبة، ولذلك النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت) هذا معنى لطيف جدًّا، لم يقل (ليسكت) وإنما قال (ليصمت) لأن الصمت عبادة، لأنه فيه قصد، أما السكوت فربما ليس عنده كلام يقوله ولا يتفكر ولا يقصد بهذا السكوت وجه الله فلا يؤجر على هذا السكوت.
ولذلك نتمنى، وقد شعرت بالمشكلة ونعتقد أن هذه خطوة أساسية، هذه الروح التي دفعتك للكتابة إلينا، أكيد هذه روح جديدة وجديرة بالوقوف عندها، لأنه هكذا تكون البدايات الصحيحة، فإن شعور الإنسان بالخطر يدفعه للانتباه، لليقظة، للحذر، وهذا ما نريده لك، ونؤكد أيضًا ما قلتيه من أن إفشاء الأسرار قد يكون سببًا في خراب كثير من البيوت، وأسرار الحياة الزوجية أسرار لا يمكن أن تُنشر، وينبغي أن تنتبهي لهذا الأمر، بل إن العلماء يُدخلوا في السر كل ما يكره الشريك إذاعته، حتى الأمور العادية، إذا كان يكره أن يعرف الناس أمواله، أن يضعها، كيف يأكل، كيف ينام، هذه كلها تعتبر أسرارًا لا يجوز إخراجها طالما كان الإنسان يتأذى من إذاعتها ونشرها.
لذلك نتمنى أن تستعيني بالله، أن تحاولي دائمًا أن تراجعي نفسك وتقفي مع نفسك قبل الكلام، وتبتعدي عن الثرثارين والثرثارات الذين يتكلمون كثيرًا من محارمك، وتحرصي دائمًا على أن تكوني ممن يستمع أكثر ممن يتكلم، العجيب أن الدراسات تُثبت أن الغربيين يسمع إحدى عشر كلمة ويتكلم بواحدة، أما نحن فنسمع، وأحسن واحد يسمع سبع كلمات ثم يتكلم، ولذلك الله - تبارك وتعالى - أعطى للإنسان أذنين ولسانا واحدا حتى يكون سماعه وانتفاعه أكثر من الكلام الذي يتكلم به.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد والهداية.
السلام عليكم...
أنا فتاة اجتماعية، وعلاقاتي كثيرة، لكنني أعاني من خلق سيء، وهو إفشاء أسرار الآخرين، فعندما أطمئن وأثق في شخص ما، أخبره بأسرار الآخرين، وقد حدث ذلك معي أربع مرات.
هذا الخلق المشين أثر على علاقتي بأسرتي وأصدقائي تأثيراً سيئاً، أتوب منه مراراً وتكراراً ولكنني أعود إليه مرة أخرى لا شعورياً.
أخشى على نفسي أولاً من سوء الخاتمة بسبب هذا الذنب، وثانياً أني في سن الزواج وأخشى أن يدمر هذا الخلق السيء علاقتي الزوجية مستقبلاً.
سؤالي: بماذا تنصحونني لأتخلص من هذا العادة السيئة؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلافة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك - ابنتنا الفاضلة - في الموقع، ونسأل الله أن يعينك على الخير، ونؤكد لك أن الإنسان يملك سره، فإذا أذاعه أصبح مِلْكًا لغيره، ومشكلة إفشاء الأسرار من أكبر المشاكل، وهي مخالفة شرعية لأنها تنافي الأمانة، فالإنسان ينبغي أن يحفظ الأسرار، وينبغي أن يستر على نفسه، وينبغي أن يحسب للكلام حسابا قبل أن ينشره، قبل أن يُخرجه، فإن العاقل دائمًا عقله قبل اللسان، بمعنى أنه يزن الكلمة ويفكّر فيها قبل أن يُخرجها، أما الجاهل فعقله بعد لسانه، بعد أن تخرج الكلمة، يتأثر، ويقول (ليتني لم أفعل، ليتني لم أتكلم).
وهذا اللسان أمره خطير، وجرائره عظيمة، فهو صغير عظيم في جُرمه، ومن جرائمه وجرائره الكبرى إفشاء الأسرار - والعياذ بالله -.
هذا الإفشاء للأسرار يُفسد على الإنسان طعم الحياة ولونها وثمارها، ولذلك ينبغي أن تنتبهي، والمؤمنة لا تُلدغ من الجحر الواحد مرتين، فكيف وقد لُدغتِ مرارًا؟
ولذلك نتمنى أن تحاولي دائمًا أن تكوني قليلة الكلام، تحاولي دائمًا أن تحسبي الكلمات قبل إخراجها، تحاولي دائمًا أن تحفظي للناس أسرارهم، وأن تحفظي أسرار نفسك، ألا تتكلمي بكل ما تسمعين، فإن من الإساءة أن يتكلم الإنسان بكل ما سمع، وأن يُحدث بكل ما سمع، هذا حذر منه سلف الأمة الأبرار.
والإنسان إذا كان كثير الكلام فإنه يخرج إلى المبالغة، يخرج إلى الغيبة، يخرج إلى النميمة، ويخرج إلى إفشاء الأسرار، ولذلك كان الصمتُ منقبة، ولذلك النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت) هذا معنى لطيف جدًّا، لم يقل (ليسكت) وإنما قال (ليصمت) لأن الصمت عبادة، لأنه فيه قصد، أما السكوت فربما ليس عنده كلام يقوله ولا يتفكر ولا يقصد بهذا السكوت وجه الله فلا يؤجر على هذا السكوت.
ولذلك نتمنى، وقد شعرت بالمشكلة ونعتقد أن هذه خطوة أساسية، هذه الروح التي دفعتك للكتابة إلينا، أكيد هذه روح جديدة وجديرة بالوقوف عندها، لأنه هكذا تكون البدايات الصحيحة، فإن شعور الإنسان بالخطر يدفعه للانتباه، لليقظة، للحذر، وهذا ما نريده لك، ونؤكد أيضًا ما قلتيه من أن إفشاء الأسرار قد يكون سببًا في خراب كثير من البيوت، وأسرار الحياة الزوجية أسرار لا يمكن أن تُنشر، وينبغي أن تنتبهي لهذا الأمر، بل إن العلماء يُدخلوا في السر كل ما يكره الشريك إذاعته، حتى الأمور العادية، إذا كان يكره أن يعرف الناس أمواله، أن يضعها، كيف يأكل، كيف ينام، هذه كلها تعتبر أسرارًا لا يجوز إخراجها طالما كان الإنسان يتأذى من إذاعتها ونشرها.
لذلك نتمنى أن تستعيني بالله، أن تحاولي دائمًا أن تراجعي نفسك وتقفي مع نفسك قبل الكلام، وتبتعدي عن الثرثارين والثرثارات الذين يتكلمون كثيرًا من محارمك، وتحرصي دائمًا على أن تكوني ممن يستمع أكثر ممن يتكلم، العجيب أن الدراسات تُثبت أن الغربيين يسمع إحدى عشر كلمة ويتكلم بواحدة، أما نحن فنسمع، وأحسن واحد يسمع سبع كلمات ثم يتكلم، ولذلك الله - تبارك وتعالى - أعطى للإنسان أذنين ولسانا واحدا حتى يكون سماعه وانتفاعه أكثر من الكلام الذي يتكلم به.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد والهداية.
via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://www.islamweb.net/consult/index.php?page=Details&id=2193759
تعليقات
إرسال تعليق