السؤال:
السلام عليكم
أضع بين أيديكم مشكلتي لعلي أجد حلاً هنا، أنا امرأة متزوجة منذ 3 سنوات، أعشق الأطفال وحلمي الأمومة، سليمة ولا أعاني من شيء -والحمد الله-، شاء الله أن أتزووج رجلاً عقيماً وعلاجه يطول، أنا متقبلة لوضعي لأني أحبه ولا أريد أطفالاً إلا منه، لكن هذا الشيء أثر على نفسيتي، فلا أستطيع أن أستمتع مع زوجي بالعلاقة في كل مرة، لأني في ذلك الوقت أتذكر الحكمة من هذا اللقاء وهي الإنجاب، فتبرد عواطفي، وأدخل في دوامة من البكاء والحزن من دون أن أجعل زوجي يلاحظ.
لم أخبر أحداً عن حالتنا قط، ودائماً أقول للناس تأخري بالحمل كتبه رب العالمين، لكن في بعض الأحيان أكاد أجن، أريد أن أستشير أحداً، أو بالأحرى أريد أن أخرج ما في قلبي من صبر وحزن، لكن وعدت زوجي أن لا أتكلم لأحد، ويبقى الأمر سراً، وهذا يجعلني مثل القنبلة الموقوتة، فلا أكاد أرى امرأة حاملاً إلا وتمنيت نفسي مثلها، ولا طفلاً صغيراً إلا وتمنيت أنه طفلي، وأي سيرة مع صديقاتي عن الحمل والتربية وشقاوة أبنائهم، تتغير ملامحي ويظهر علي الحزن، ولا أتحمل سؤال النساء عن سبب تأخر حملي، والكل يدلو بدلوه، ويعطيني من علاجاته التي لا تسمن و لا تغني من جوع، فأذهب لزوجي وأشكي له من تصرفات الناس وأبكي، ويهدئني وفي قلبه غصة كبيرة.
ما الحل؟ أحتاج إلى دعم كبير، وأحتاج إلى أمل لكي أواصل الحياة مبتسمة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زهراء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يقر عينك، ويُبهج روحك بالذرية الصالحة عاجلاً غير آجل.
نحن نتفهم -أيتها البنت الكريمة– ما تعانينه من مشاعر، ولكن اعلمي تمام العلم أن الله سبحانه وتعالى لطيف بعباده ورحيم بهم {وكان بالمؤمنين رحيمًا}، وكما قال سبحانه: {الله لطيف بعباده}، وهو سبحانه وتعالى أعلم بمصالح الإنسان، وإذا كان الله عز وجل أرحم بك من نفسك وأعلم بمصالحك، وأقدر على تحقيق ما تريدين، فثقي بحسن تدبيره واختياره سبحانه وتعالى، فإنه لن يقدر لك –ما دامت هذه صفاته– إلا ما فيه الخير والصلاح، لا يُعجزه شيء.
وما يُدريك لعل الله عز وجل يؤخر عنك شيئًا لما هو خير لك وأنفع، وكما قال سبحانه وتعالى: {وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم وعسى أن تُحبوا شيئًا وهو شرٌ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}، فإذا وثقت بحسن تدبير الله تعالى وتصرفه، فإنك ستقابلين أقداره بالرضا، وستعيشين نعيمًا ولذة الرضا بقضاء الله تعالى، وهي جنة الله تعالى العاجلة التي يعيشها الإنسان في هذه الدنيا، فربما أخر الله عز وجل عنك الولد لمصالحك، فانتبهي لهذا المعنى.
أشغلي هذا العمر الفارغ بما ينفعك في دينك ودنياك، فربما أراد الله سبحانه وتعالى لك الخير لتتفرغي لنفسك فترة من الزمن، فتبني نفسك بناءً مُحكمًا بأن تتعلمي دينك، وتتفرغي لأعمال الخير قبل الاشتغال بالذرية والنسل، إلى غير ذلك من حِكَم الله التي قد ندرك بعضها ويخفى علينا أكثرها.
فلا تبتأسي أبدًا، وحاولي أن تستغلي يومك الذي أنت فيه بما ينفعك، مع الأخذ بالأسباب الشرعية للإنجاب، ومن ذلك حث الزوج على التداوي إن كان له دواء، ولك في أنبياء الله تعالى أسوة حسنة، فإن إبراهيم -عليه السلام- رُزق الولد بعد الكبر، وكذلك نبي الله زكريا، فأقرَّ عز وجل أعينهم بما وهبهم من الذرية الصالحة، وكان الله عز وجل قديرًا على أن يرزقهم ذلك قبل تلك المدة، ولكنه يفعل ما يفعل سبحانه وتعالى لحكم بالغة قد نعجز عن إدراكها.
ونحن على ثقة تامة -أيتها البنت الكريمة– من أنك إذا عشت مع هذه المعاني واستحضرتها على الدوام، فإنها ستبعث في نفسك الأمل وحسن الظن بالله تعالى، كما ستبعث في نفسك الراحة والرضا بالقدر الذي اختاره الله تعالى لك، وما دمت تحبين زوجك ولا تريدين فراقه، فهذا أمر حسن راجع إليك، فاصبري على ما أنت فيه، وتذكري هذه الحقائق التي ذكرناك بها، وخير ما نوصيك به الإكثار من الاستغفار أنت وزوجك، فإن الاستغفار من أسباب تحصيل الذرية كما أرشدنا الله تعالى إلى ذلك في قصة نوح -عليه السلام-، إذ قال سبحانه: {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفّارًا*يُرسل السماء عليكم مدرارًا*ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارًا}.
كما أن دعاء الله سبحانه وتعالى من أعظم الأسباب الموصلة للمقاصد الحسنة، فأكثري من دعاء الله تعالى بأن يرزقك الذرية الصالحة، كما فعل أنبياء الله تعالى من قبلك، فإنهم أكثروا من دعاء الله حتى رزقهم الله عز وجل الولد الصالح، حسّني ظنك بالله، واعلمي أنه سبحانه وتعالى يعطي العبد بحسب ما يظنه فيه، كما قال في الحديث القدسي: (أنا عند ظنّ عبدي بي فليظنَّ بي ما شاء).
نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يعجل لك بالذرية الصالحة، وأن يرزقك الصبر واليقين، وأن يختار لك الخير حيث كان ويرضيك به.
السلام عليكم
أضع بين أيديكم مشكلتي لعلي أجد حلاً هنا، أنا امرأة متزوجة منذ 3 سنوات، أعشق الأطفال وحلمي الأمومة، سليمة ولا أعاني من شيء -والحمد الله-، شاء الله أن أتزووج رجلاً عقيماً وعلاجه يطول، أنا متقبلة لوضعي لأني أحبه ولا أريد أطفالاً إلا منه، لكن هذا الشيء أثر على نفسيتي، فلا أستطيع أن أستمتع مع زوجي بالعلاقة في كل مرة، لأني في ذلك الوقت أتذكر الحكمة من هذا اللقاء وهي الإنجاب، فتبرد عواطفي، وأدخل في دوامة من البكاء والحزن من دون أن أجعل زوجي يلاحظ.
لم أخبر أحداً عن حالتنا قط، ودائماً أقول للناس تأخري بالحمل كتبه رب العالمين، لكن في بعض الأحيان أكاد أجن، أريد أن أستشير أحداً، أو بالأحرى أريد أن أخرج ما في قلبي من صبر وحزن، لكن وعدت زوجي أن لا أتكلم لأحد، ويبقى الأمر سراً، وهذا يجعلني مثل القنبلة الموقوتة، فلا أكاد أرى امرأة حاملاً إلا وتمنيت نفسي مثلها، ولا طفلاً صغيراً إلا وتمنيت أنه طفلي، وأي سيرة مع صديقاتي عن الحمل والتربية وشقاوة أبنائهم، تتغير ملامحي ويظهر علي الحزن، ولا أتحمل سؤال النساء عن سبب تأخر حملي، والكل يدلو بدلوه، ويعطيني من علاجاته التي لا تسمن و لا تغني من جوع، فأذهب لزوجي وأشكي له من تصرفات الناس وأبكي، ويهدئني وفي قلبه غصة كبيرة.
ما الحل؟ أحتاج إلى دعم كبير، وأحتاج إلى أمل لكي أواصل الحياة مبتسمة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زهراء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يقر عينك، ويُبهج روحك بالذرية الصالحة عاجلاً غير آجل.
نحن نتفهم -أيتها البنت الكريمة– ما تعانينه من مشاعر، ولكن اعلمي تمام العلم أن الله سبحانه وتعالى لطيف بعباده ورحيم بهم {وكان بالمؤمنين رحيمًا}، وكما قال سبحانه: {الله لطيف بعباده}، وهو سبحانه وتعالى أعلم بمصالح الإنسان، وإذا كان الله عز وجل أرحم بك من نفسك وأعلم بمصالحك، وأقدر على تحقيق ما تريدين، فثقي بحسن تدبيره واختياره سبحانه وتعالى، فإنه لن يقدر لك –ما دامت هذه صفاته– إلا ما فيه الخير والصلاح، لا يُعجزه شيء.
وما يُدريك لعل الله عز وجل يؤخر عنك شيئًا لما هو خير لك وأنفع، وكما قال سبحانه وتعالى: {وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم وعسى أن تُحبوا شيئًا وهو شرٌ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}، فإذا وثقت بحسن تدبير الله تعالى وتصرفه، فإنك ستقابلين أقداره بالرضا، وستعيشين نعيمًا ولذة الرضا بقضاء الله تعالى، وهي جنة الله تعالى العاجلة التي يعيشها الإنسان في هذه الدنيا، فربما أخر الله عز وجل عنك الولد لمصالحك، فانتبهي لهذا المعنى.
أشغلي هذا العمر الفارغ بما ينفعك في دينك ودنياك، فربما أراد الله سبحانه وتعالى لك الخير لتتفرغي لنفسك فترة من الزمن، فتبني نفسك بناءً مُحكمًا بأن تتعلمي دينك، وتتفرغي لأعمال الخير قبل الاشتغال بالذرية والنسل، إلى غير ذلك من حِكَم الله التي قد ندرك بعضها ويخفى علينا أكثرها.
فلا تبتأسي أبدًا، وحاولي أن تستغلي يومك الذي أنت فيه بما ينفعك، مع الأخذ بالأسباب الشرعية للإنجاب، ومن ذلك حث الزوج على التداوي إن كان له دواء، ولك في أنبياء الله تعالى أسوة حسنة، فإن إبراهيم -عليه السلام- رُزق الولد بعد الكبر، وكذلك نبي الله زكريا، فأقرَّ عز وجل أعينهم بما وهبهم من الذرية الصالحة، وكان الله عز وجل قديرًا على أن يرزقهم ذلك قبل تلك المدة، ولكنه يفعل ما يفعل سبحانه وتعالى لحكم بالغة قد نعجز عن إدراكها.
ونحن على ثقة تامة -أيتها البنت الكريمة– من أنك إذا عشت مع هذه المعاني واستحضرتها على الدوام، فإنها ستبعث في نفسك الأمل وحسن الظن بالله تعالى، كما ستبعث في نفسك الراحة والرضا بالقدر الذي اختاره الله تعالى لك، وما دمت تحبين زوجك ولا تريدين فراقه، فهذا أمر حسن راجع إليك، فاصبري على ما أنت فيه، وتذكري هذه الحقائق التي ذكرناك بها، وخير ما نوصيك به الإكثار من الاستغفار أنت وزوجك، فإن الاستغفار من أسباب تحصيل الذرية كما أرشدنا الله تعالى إلى ذلك في قصة نوح -عليه السلام-، إذ قال سبحانه: {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفّارًا*يُرسل السماء عليكم مدرارًا*ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارًا}.
كما أن دعاء الله سبحانه وتعالى من أعظم الأسباب الموصلة للمقاصد الحسنة، فأكثري من دعاء الله تعالى بأن يرزقك الذرية الصالحة، كما فعل أنبياء الله تعالى من قبلك، فإنهم أكثروا من دعاء الله حتى رزقهم الله عز وجل الولد الصالح، حسّني ظنك بالله، واعلمي أنه سبحانه وتعالى يعطي العبد بحسب ما يظنه فيه، كما قال في الحديث القدسي: (أنا عند ظنّ عبدي بي فليظنَّ بي ما شاء).
نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يعجل لك بالذرية الصالحة، وأن يرزقك الصبر واليقين، وأن يختار لك الخير حيث كان ويرضيك به.
via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://www.islamweb.net/consult/index.php?page=Details&id=2192355
تعليقات
إرسال تعليق