أنا حامل بـخمسة أسابيع ولدي ورم ليفي.. هل أقوم بإجهاضه؟

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



تزوجت منذ شهرين، عمري 35 سنة، وحملت الآن، أنا حامل بخمسة أسابيع، وعندما عملت سونارا وجدت الدكتورة ورما ليفيا مقاسه 9& 9 ويصل للسرة، فأخبرتني أنه يجب الإجهاض في هذه الحالة؛ لأن الورم كبير، وفي الأشهر القادمة سيكبر أكثر ويؤثر على الجنين، علما أن موقعه في آخر الرحم فوق الرحم.



أنا الآن أريد الاستشارة، لأني خائفة جداً، لا يهمني أن أجهض، ولكن هل بعد الإجهاض أستطيع عمل استئصال الورم مباشرة أو الانتظار؟ ومتى يكون الجماع بيني وبين زوجي بعد عمل عملية الاستئصال؟



ولكم مني كل الشكر.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة/ رنا أحمد حفظها الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



تكثر مصادفة الأورام الليفية في الرحم خلال الحمل, ذلك أن هذه الأورام يكثر حدوثها في سن النشاط التناسلي عند النساء, وقد تصل نسبة مصادفتها لمن كانت في مثل عمرك حوالي 40%, وهي نسبة عالية كما ترين.



والحقيقة هي أن وجود الورم الليفي خلال الحمل, يجعلنا نصنف الحمل تحت مسمى (الحمل العالي الخطورة)؛ وذلك لأن نسبة حدوث الاختلاطات سيكون أعلى من المعدل الطبيعي, وأهم هذه الاختلاطات حدوث الإجهاض, الولادة الباكرة, انفصال المشيمة, حدوث النزف وارتفاع نسبة الولادة عن طريق العملية القيصرية.



لكن مع ذلك فإن هذا لا يعني بأن كل سيدة حامل ولديها ورم ليفي, سيحدث لديها حتما أحد هذه الاختلاطات, بل يعني أن نسبة حدوثها ستكون أعلى, فهنالك الكثير من النساء اللواتي مر الحمل عندهن بسلام, وولدن أطفالا أصحاء, بالرغم من وجود أورام ليفية كبيرة ومتعددة في الرحم عندهن.



لذلك -يا عزيزتي- أقول لك: إن وجود ورم ليفي عندك, حتى لو كان بالحجم المذكور في رسالتك, لا يعتبر استطبابا من أجل إجهاض الحمل, أي أنه لا يجوز إجهاض الحمل عندك لمجرد الخوف من حدوث هذه الاختلاطات.



ويؤسفني أن أقول لك بأن طبيبتك غير محقة في قرارها, فمادام الحمل قد حدث بوجود الورم الليفي، فإن التوصيات المعمول بها هي أنه يجب متابعة الحالة بشكل جيد, وبفترات متقاربة, فإن حدث أي اختلاط أو مشكلة -لا قدر الله- فيمكن تطبيق العلاج في حينه, وحسب ما تستدعي الحالة؛ لأن هنالك فرصة لا بأس بها, في أن يستمرالحمل عندك بدون حدوث اختلاطات, أو بحدوث اختلاطات تكون بسيطة يمكن التعامل معها, فتكوني حينها كسبت الحمل -إن شاء الله-, خاصة وأنت في هذا العمر حيث الخصوبة ستبدأ بالتراجع تدريجيا, وأيضا لأن عملية استئصال الورم ليست مضمونة النتائج دوما, فقد تسبب لك التصاقات فيما بعد, أو قد تنتهي بحالة نزف تستدعي استئصال الرحم, أو أي اختلاط آخر -لا قدر الله-.



إذا من الخطأ عمل الإجهاض الآن من أجل استئصال الورم فقط, بل يجب ترك الأمور على طبيعتها, خاصة وأن الحمل عندك قد حدث بسرعة وبدون تأخير, فهذا يعني بأن هذا الورم لم يمنع الحمل.



إن حدث إجهاض عفوي, أو ولادة باكرة, أو أي مشكلة, وتبين بأن سببها هو الورم الليفي, فهنا يجب استئصال الورم لكن بعد انتهاء مرحلة النفاس أي بعد 6-8 أسابيع.



نسأل الله العلي القدير أن يتم لك الحمل على خير.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://www.islamweb.net/consult/index.php?page=Details&id=2192352

تعليقات