السؤال:
السلام عليكم
مشكلتي صعبة للغاية, فقد جربت كل الطرق ولم أصل إلى نتيجة, أرشدوني.
كنت شابا قوي الشخصية, وسيما جدا واجتماعيا, ثم هاجرت إلى الخارج, ومن هنا بدأت المشاكل, حدثت مشاكل بيني وبين عائلة زوجة أخي, وبعدها بأسبوعين أعتقد أنهم قاموا بوضع سحر لي, وأنا متأكد من ذلك؛ لأنه حدثت أشياء غير طبيعية معي, فكنت أشعر بأنني لست أنا, وكما تعلمون في الخارج لا يوجد مشايخ للرقية.
المهم داومت على قراءة القرآن والذكر حتى نسيت الأمر, ولكن بدأت أحس بالضعف والحزن الشديد والوساوس القهرية, قال لي صديقي: تجاهل الأمر, وفكر بمواضيع أخرى حتى تنسى, وداوم على الصلاة, واقرأ القرآن, وبالفعل قمت بذلك.
عملت عند أحد الناس, وكنت عاملا يعتمد علي, ثم قام بعض الأشخاص بتوسيخ سمعتي, وباتهامي بالشذوذ, قاومت ذلك ولم أكترث, ثم وصل الأمر بهم بأنهم لم يدعوا أحدا إلا أخبروه بذلك, حتى تفشى الأمر, وقلقت كثيرا لسمعتي, وتشاجرت معهم كثيرا.
في يوم من الأيام حضر شخص وكلمني فجأة, وأنا أتكلم معه احمر وجهي كثيرا, وبدأت أتلعثم بالكلام؛ لأني ظننت أنه علم من الأشخاص الذين يعادونني الأمر, ثم أصبح الأمر بأني إذا تحدثت مع أشخاص وسيمين؛ يحمر وجهي كثيرا, وأتجنب الحديث معهم, ثم بدأت أشك في نفسي, هل أنا شاذ فعلا؟ وبدأت الوساوس تراودني, والأفكار السوداء تنتابني، المهم وصل الأمر بي أني إذا تكلمت مع أي شخص كبير أو شاب أو حتى فتاة يحمر وجهي, وتتغير عيناي, ثم وصل الأمر معي حتى مع عائلتي حتى مع أصدقائي القدامى.
أنا الآن على هذه الحالة منذ سنوات طويلة, لم أنجح بأي مشروع زواج, ولا حتى بأي عمل, فانعزلت عن الناس, حتى رزقي لم أعد أسعى له, فكيف أعمل وأنا لا أستطيع مواجهة الناس, أصبحت عالة على أسرتي.
خلال تلك الفترة أصابني وسواس قهري, أكذب ذات الله والرسل, فقال لي بعض الأشخاص بأنه تأثير السحر, فقمت بالبحث ودراسة الأمر بنفسي عن طريق النت, ورأيت العجب العجاب على الانترنت؛ فأصابتني نوبة فزع وخوف شديد لم تفارقني إلا بعد 7 أشهر, ولكن بدرجة أقل بكثير.
أصبحت أخاف أن أبقى لوحدي, أو أعمل أي شيء خطأ, (يعني بالعربي البسيط تعقدت من شيء اسمه سحر وجن) أصابني مرض الخوف الغير مبرر, مرات يمتد لأيام وأنا لا آكل ولا حتى أنام, وأنا الآن في وضع صعب للغاية, فأنا منعزل عن الناس تماما حتى مع أهلي, وخائف من الخوف أن يأتيني فلا أستطيع النوم أو الأكل, وقد لجأت إلى الله.
جربت جميع الأدوية, وزرت الأطباء, زرت ما يقارب 4 أطباء نفسيين, خسرت عملي والبلد التي كنت فيها, وتقدمت لـ 4 فتيات، منهن من خطبتها, ومنهن من كتبت كتابي عليها, ولم ينجح أي مشروع زواج, خسرت كل فلوسي (يعني مصيبة وراء مصيبة).
عدا ذلك لدي بقعة سوداء في عيني تشوش النظر, وأطباء العيون قالوا ليس هناك شيء, نظرك 6 على 6.
أرجوكم ساعدوني, أستحلفكم بالله ما هو مرضي؟ أهو نفسي أم روحاني؟ وكيف أتخلص من احمرار الوجه عند التكلم مع الناس؟ وكيف أتخلص من الخوف؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
من الطبيعي جدًّا أن الإنسان حين يصاب بظواهر غريبة وأعراض لا يجد لها تفسيرًا أن يلجأ إلى أن السبب هو السحر أو العين، هذا شائع جدًّا في مجتمعاتنا، وموضوع ظواهر وأعراض العين والسحر هذا موضوع شائك ومعقّد جدًّا، وأنا قناعاتي الشخصية أن السحر موجود، وأؤمن تمامًا أن الله سيبطله, هذه قناعاتي وأرجو أن تكون هي قناعاتك أيضًا.
أما موضوع أن نتحدث أن أعراض نشخص من خلالها السحر أو العين: لا أريد (حقيقة) أن أثير أي موضوع خلافي، لكن لديَّ تحفظ كبير على هذا الموضوع, الإنسان الذي يشك أنه مسحور يجب أن يرقي نفسه، يجب أن يحافظ على نفسه من خلال أذكاره، وتكون قناعاته مطلقة بأن الله سيحفظه، وأن هذا السحر سوف يبطل, أنا أرى أن هذا يريح تمامًا.
أعراضك -أيها الفاضل الكريم– وما يشوبها من غرابة والمراحل التي مرت بها: أعتقد أنها تأتي في نطاق قلق المخاوف الوسواسي، هنالك قلق، هنالك مخاوف، هنالك وساوس، هنالك تقلبات مزاجية، ومن الواضح أن ظاهرة القلق والمخاوف بدأت عندك منذ فترة ليست بالقصيرة، ثم بعد ذلك أتى موضوع الشذوذ والتخوف منه، واحمرار الوجه، وهذه الأعراض تتداخل، وأقصد بذلك أعراض الخوف والوساوس والقلق.
من وجهة نظري: الصورة صورة إكلينيكية واضحة جدًّا، وهي يمكن أن تُعالج, أنت أوضحت أنك قد ذهبت لعدة أطباء، ولكن لم يُجدِ العلاج, هذا لا يعني أبدًا أن تتوقف عن الذهاب إلى الطبيب، اذهب إلى طبيب نفسي ثقة، والحمد لله تعالى الأردن فيها الكثير والكثير من الأطباء، وأنا أعتقد أنك تحتاج إلى أن تصحح مفاهيمك، وتقطع على نفسك عهدًا أنك ستكون بخير، وأن السحر إن وجد أن الله سيُبطله، وأنك مثلك ومثل أي شاب آخر لديك مقدرات كثيرة وطاقات مختبئة يمكنك أن تستفيد منها.
وأعتقد أن تناولك لأحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف الوسواسي مثل عقار (زولفت) أو يسمى تجاريًا (لسترال) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين) مثلاً، سوف تؤدي إلى نتائج رائعة ورائعة جدًّا إذا صبرت على العلاج وتناولته بالجرعة المطلوبة، وفي ذات الوقت رفعت من درجة الدافعية لديك, أعتقد أن هذا هو الذي تحتاجه وليس أكثر من ذلك.
الآن مشكلتك الرئيسية هي الجانب المعرفي، الجانب الفكري، فأنت استسلمت وبدرجة كبيرة للفكر السلبي، الفكر التشاؤمي، هذا خطأ -أيها الفاضل الكريم– انزع هذه المشاعر، واخطو خطوات عملية في الحياة من أجل أن تحس أنك فعّال، وحين تحس أنك فعال قطعًا سوف تتبدل مشاعرك وأفكارك وأحاسيسك وتُصبح أكثر إيجابية، وقطعًا الدواء سوف يساعدك ويساعدك كثيرًا.
أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وأشكرك كثيرًا على التواصل مع استشارات إسلام ويب.
السلام عليكم
مشكلتي صعبة للغاية, فقد جربت كل الطرق ولم أصل إلى نتيجة, أرشدوني.
كنت شابا قوي الشخصية, وسيما جدا واجتماعيا, ثم هاجرت إلى الخارج, ومن هنا بدأت المشاكل, حدثت مشاكل بيني وبين عائلة زوجة أخي, وبعدها بأسبوعين أعتقد أنهم قاموا بوضع سحر لي, وأنا متأكد من ذلك؛ لأنه حدثت أشياء غير طبيعية معي, فكنت أشعر بأنني لست أنا, وكما تعلمون في الخارج لا يوجد مشايخ للرقية.
المهم داومت على قراءة القرآن والذكر حتى نسيت الأمر, ولكن بدأت أحس بالضعف والحزن الشديد والوساوس القهرية, قال لي صديقي: تجاهل الأمر, وفكر بمواضيع أخرى حتى تنسى, وداوم على الصلاة, واقرأ القرآن, وبالفعل قمت بذلك.
عملت عند أحد الناس, وكنت عاملا يعتمد علي, ثم قام بعض الأشخاص بتوسيخ سمعتي, وباتهامي بالشذوذ, قاومت ذلك ولم أكترث, ثم وصل الأمر بهم بأنهم لم يدعوا أحدا إلا أخبروه بذلك, حتى تفشى الأمر, وقلقت كثيرا لسمعتي, وتشاجرت معهم كثيرا.
في يوم من الأيام حضر شخص وكلمني فجأة, وأنا أتكلم معه احمر وجهي كثيرا, وبدأت أتلعثم بالكلام؛ لأني ظننت أنه علم من الأشخاص الذين يعادونني الأمر, ثم أصبح الأمر بأني إذا تحدثت مع أشخاص وسيمين؛ يحمر وجهي كثيرا, وأتجنب الحديث معهم, ثم بدأت أشك في نفسي, هل أنا شاذ فعلا؟ وبدأت الوساوس تراودني, والأفكار السوداء تنتابني، المهم وصل الأمر بي أني إذا تكلمت مع أي شخص كبير أو شاب أو حتى فتاة يحمر وجهي, وتتغير عيناي, ثم وصل الأمر معي حتى مع عائلتي حتى مع أصدقائي القدامى.
أنا الآن على هذه الحالة منذ سنوات طويلة, لم أنجح بأي مشروع زواج, ولا حتى بأي عمل, فانعزلت عن الناس, حتى رزقي لم أعد أسعى له, فكيف أعمل وأنا لا أستطيع مواجهة الناس, أصبحت عالة على أسرتي.
خلال تلك الفترة أصابني وسواس قهري, أكذب ذات الله والرسل, فقال لي بعض الأشخاص بأنه تأثير السحر, فقمت بالبحث ودراسة الأمر بنفسي عن طريق النت, ورأيت العجب العجاب على الانترنت؛ فأصابتني نوبة فزع وخوف شديد لم تفارقني إلا بعد 7 أشهر, ولكن بدرجة أقل بكثير.
أصبحت أخاف أن أبقى لوحدي, أو أعمل أي شيء خطأ, (يعني بالعربي البسيط تعقدت من شيء اسمه سحر وجن) أصابني مرض الخوف الغير مبرر, مرات يمتد لأيام وأنا لا آكل ولا حتى أنام, وأنا الآن في وضع صعب للغاية, فأنا منعزل عن الناس تماما حتى مع أهلي, وخائف من الخوف أن يأتيني فلا أستطيع النوم أو الأكل, وقد لجأت إلى الله.
جربت جميع الأدوية, وزرت الأطباء, زرت ما يقارب 4 أطباء نفسيين, خسرت عملي والبلد التي كنت فيها, وتقدمت لـ 4 فتيات، منهن من خطبتها, ومنهن من كتبت كتابي عليها, ولم ينجح أي مشروع زواج, خسرت كل فلوسي (يعني مصيبة وراء مصيبة).
عدا ذلك لدي بقعة سوداء في عيني تشوش النظر, وأطباء العيون قالوا ليس هناك شيء, نظرك 6 على 6.
أرجوكم ساعدوني, أستحلفكم بالله ما هو مرضي؟ أهو نفسي أم روحاني؟ وكيف أتخلص من احمرار الوجه عند التكلم مع الناس؟ وكيف أتخلص من الخوف؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
من الطبيعي جدًّا أن الإنسان حين يصاب بظواهر غريبة وأعراض لا يجد لها تفسيرًا أن يلجأ إلى أن السبب هو السحر أو العين، هذا شائع جدًّا في مجتمعاتنا، وموضوع ظواهر وأعراض العين والسحر هذا موضوع شائك ومعقّد جدًّا، وأنا قناعاتي الشخصية أن السحر موجود، وأؤمن تمامًا أن الله سيبطله, هذه قناعاتي وأرجو أن تكون هي قناعاتك أيضًا.
أما موضوع أن نتحدث أن أعراض نشخص من خلالها السحر أو العين: لا أريد (حقيقة) أن أثير أي موضوع خلافي، لكن لديَّ تحفظ كبير على هذا الموضوع, الإنسان الذي يشك أنه مسحور يجب أن يرقي نفسه، يجب أن يحافظ على نفسه من خلال أذكاره، وتكون قناعاته مطلقة بأن الله سيحفظه، وأن هذا السحر سوف يبطل, أنا أرى أن هذا يريح تمامًا.
أعراضك -أيها الفاضل الكريم– وما يشوبها من غرابة والمراحل التي مرت بها: أعتقد أنها تأتي في نطاق قلق المخاوف الوسواسي، هنالك قلق، هنالك مخاوف، هنالك وساوس، هنالك تقلبات مزاجية، ومن الواضح أن ظاهرة القلق والمخاوف بدأت عندك منذ فترة ليست بالقصيرة، ثم بعد ذلك أتى موضوع الشذوذ والتخوف منه، واحمرار الوجه، وهذه الأعراض تتداخل، وأقصد بذلك أعراض الخوف والوساوس والقلق.
من وجهة نظري: الصورة صورة إكلينيكية واضحة جدًّا، وهي يمكن أن تُعالج, أنت أوضحت أنك قد ذهبت لعدة أطباء، ولكن لم يُجدِ العلاج, هذا لا يعني أبدًا أن تتوقف عن الذهاب إلى الطبيب، اذهب إلى طبيب نفسي ثقة، والحمد لله تعالى الأردن فيها الكثير والكثير من الأطباء، وأنا أعتقد أنك تحتاج إلى أن تصحح مفاهيمك، وتقطع على نفسك عهدًا أنك ستكون بخير، وأن السحر إن وجد أن الله سيُبطله، وأنك مثلك ومثل أي شاب آخر لديك مقدرات كثيرة وطاقات مختبئة يمكنك أن تستفيد منها.
وأعتقد أن تناولك لأحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف الوسواسي مثل عقار (زولفت) أو يسمى تجاريًا (لسترال) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين) مثلاً، سوف تؤدي إلى نتائج رائعة ورائعة جدًّا إذا صبرت على العلاج وتناولته بالجرعة المطلوبة، وفي ذات الوقت رفعت من درجة الدافعية لديك, أعتقد أن هذا هو الذي تحتاجه وليس أكثر من ذلك.
الآن مشكلتك الرئيسية هي الجانب المعرفي، الجانب الفكري، فأنت استسلمت وبدرجة كبيرة للفكر السلبي، الفكر التشاؤمي، هذا خطأ -أيها الفاضل الكريم– انزع هذه المشاعر، واخطو خطوات عملية في الحياة من أجل أن تحس أنك فعّال، وحين تحس أنك فعال قطعًا سوف تتبدل مشاعرك وأفكارك وأحاسيسك وتُصبح أكثر إيجابية، وقطعًا الدواء سوف يساعدك ويساعدك كثيرًا.
أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وأشكرك كثيرًا على التواصل مع استشارات إسلام ويب.
via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://www.islamweb.net/consult/index.php?page=Details&id=2190900
تعليقات
إرسال تعليق