لا أشعر بانجذاب نحو مخطوبتي .. فهل أمضي في زواجي أم أنفصل من الآن؟

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



أنا شاب ذهبت لرؤية فتاة لخطبتها لأول مرة في حياتي فلم أجدها جميلة بتاتا, ولكن وجدت فيها خلقا ودينا كبيرا, ومدحها الناس لي, وكنت مترددا ولكن وافقت.



أعتقد أن هناك ضغوطا نفسية دفعتني للموافقة, كزواج أخي الأصغر مني قبلي, وشعوري بالحرج ممن سعوا في أمري, وكوني بعيدا عن بلدي, ولا أملك وقتا كافيا للبحث عن زوجة.



والآن نحن مخطوبان منذ أكثر من شهر, وبقي شهر آخر على الزواج, ولكني أشعر بضيق كبير في صدري من الأمر أحيانا, وأحيانا أقبل وأرضى بما قدر الله لي, وأتذكر ما بها من الأخلاق والدين والعلم, ولكن أبدا لم أشعر بالحب أو بالسعادة.



استخرت كثيرا, ولكن لا أشعر بالراحة, وتكلمت مع أهلي وعارضوني, وتكلمت مع الفتاة بالموضوع لعلها تقبل أن ننفصل أيضا, وتهون علي هذا الضغط النفسي, لكنها رفضت, ووعدتني بفعل ما تستطيع لكسب محبتي, ولكنني أشعر في داخلي أن هذا أبدا لن يحصل؛ لأني لا أراها جميلة أبدا, ولا أشعر بانجذاب نحوها.



أنا أقرب إلى الانفصال من المتابعة, ولكن لست جازما يقينا, أنا محتار بين فكرتين, الأولى: سأتابع رغم ضيق صدري وحزني, وبما أنني استخرت سيكتب الله لي السعادة لاحقا.



الثانية: أنفصل خوفا من أن أعيش بهذا الألم طوال حياتي, وأظلمها معي, وكوني استخرت فكان لا بد أن أشعر براحة دائمة تجاه الزواج.



أرجو الإفادة وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



نرحب بك -أيها الابن الكريم– ونؤكد لك أن بنات الناس ليست لعبة، وأن الإنسان لا يرضى مثل هذه المواقف لأخته أو لبنته, فكيف نرضاه لبنات الناس؟



ونرجو أن نؤكد لك أن الإنسان عندما ينظر في هذه الأمور ينبغي أن تكون نظرته شاملة، وتأكد أنك لن تجد المرأة الكاملة، كل امرأة سيكون فيها إيجابيات وفيها سلبيات، ولكن هذه الشريعة تركز على الدين والأخلاق، فإذا وجد الدين ووجدت الأخلاق فكل كسر فإن الدين يجبره، وما لكسر قناة الدين جُبران.



ولذلك أرجو أن تعيد النظر، وتنشد الإيجابيات، ثم تنظر في الجوانب التي تتضايق منها، وتعوذ بالله تبارك وتعالى من الشيطان، واعلم أن هذه العلاقة لا تجوز فيها المجاملة، فأنت ينبغي أن تضخم الإيجابيات وترصدها ثم تضع السلبيات ثم تنظر، فإذا وجدت انشراحًا وارتياحًا وقبولاً ورضًا فعليك أن تكمل المشوار، وإن لم تجد ذلك فعليك أن تتعوذ بالله أولاً من الشيطان، فإن الحب من الرحمن والبغض من الشيطان يريد أن يُبغض لكم ما أحل الله لكم –كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه وأرضاه-.



لذلك الإنسان لا يمضي مع نفسه في هذا الاتجاه إلا إذا كان فعلاً هناك أشياء تحول بينه وبين السعادة، تحول بينه وبين الزواج وأشياء فعلية، ونتمنى أيضًا أن تُشاور، وأن تتأمل هذا الأمر، وكم تمنينا لو أنك لم تُخبرها حتى لا تكسر خاطرها وتجرح مشاعرها، ونؤكد لك أن الله يقول: {وعسى أن تكرهوا شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا}.



عمومًا نحن لا نؤيد فكرة الانفصال وفكرة جرح مشاعر هذه الفتاة، والإنسان ينبغي أن يحدد هذا الأمر من البداية دون مجاملة، ونؤكد لك كونك صليت صلاة الاستخارة يعني أنك لا تجد ضيقًا أو صعوبات أو كذا، فالصلاة الاستخارة هي طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير، وليس الأمر كما يفهم بعض الناس أنه بعد الاستخارة لا تأتيه صعاب ولا تأتيه مشكلات، قد يحصل هذا، والشيطان كما قلنا دائمًا يحول بيننا وبين الأشياء الصحيحة، الشيطان لا يذهب لمن يريد الفاحشة، لمن يريد السرقة، ولكن الأمر كما قال الله: {لأقعدنَّ لهم صراطك المستقيم}.



إذا كان الطِّبَاع الأول كان جيدًا ثم جاءت هذه الأشياء الفاترة أخيرًا، فهذا أيضًا دعوة من الاستعاذة بالله من الشيطان الذي يُقبّح للإنسان الحلال ويزين له الحرام عياذًا بالله، وقد يستشرف الشيطان امرأة قبيحة لأنها بالحرام، ويزينها للإنسان ويجعل نظره في مواطن معينة في جسدها حتى ينخدع بها، وقد يُقبّح عنده الزوجة الحلال التي خطبها من أهلها وأراد أن يؤسس معها علاقة شرعية على هدى وخطىً خير البرية -عليه الصلاة والسلام-, ولذلك ينبغي أن تنظر لهذه الأبعاد وتنظر للمشكلة من جوانبها كافة.



ونسأل الله لك التوفيق والسداد والهداية.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://www.islamweb.net/consult/index.php?page=Details&id=2191419

تعليقات