السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتمنى أن تفيدوني بأسرع وقت ممكن، وأنا لكم من الشاكرين والداعين.
عندي قريب مريض ويتوقع أن مرضه نفسي، ويرفض بشدة الذهاب إلى الطبيب النفسي، حاول الجميع إقناعه، وصار إقناعه شبه مستحيل، أتمنى أن تفيدوني كيف نذهب به إلى الطبيب؟ أو إذا قدرتم شخصوا حالته.
أهله ذهبوا به أكثر من مرة إلى الطبيب، ويهرب قبل أن يتم تشخيصه، ووصفوا للدكتور وضعه وشخصه بالفصام، حقيقة أنا أشك أن تشخيص هذا الدكتور خطأ، ويمكن أن يكون ما بقريبي وسواس قهري أو جنون عظمة، أو أي شيء آخر غير الفصام، أتمنى أن تساعدوني.
وهذه أعراضه: عام 2006 كان يدرس الطب وعليه مسؤوليات أخرى للبيت، يعني: كان مضغوطاً، وفجأة ترك كل شيء وقضى وقته بالنوم، ولا يريد مقابلة أحد، ولا يكلم أحداً، كان ينام 20 ساعة، استمر على هذا الحال 6 شهور، ولم يأخذ أي علاجات.
والآن عام 2013 بدأ يقول أشياء غريبة في عمله، مثل: أن الشيخ إبراهيم الأخضر كلمه، وأنه تعين إماماً للحرم النبوي، وسيصلي فجر الغد هناك، وأنه منذ ولادته وهو مراقب من الشيخ السديس، وكل تحركاته تراقبها المباحث، وأن العمل أعطاه إجازة مرضية، وخيروه بين الذهاب لمصحة للعلاج، ثم يأتي بتقرير طبي، أو يفصلونه، وجاؤوا له بالإسعاف، لكنه رفض وهرب منهم بالتاكسي، وعندما أخبروا الطبيب بأعراضه، شخص مرضه بالفصام، وأعطاه دواء يتسبب في نومه، وفي المرة الثانية لتناوله العلاج استفرغه ورفض تناوله، وأصبح لا ينام في اليوم إلا ساعة، طيلة الوقت يمشي، ويدخل الحمام يغسل يده، ثم يخرج ويعود ثانية ليغسل يده، وهكذا لمدة ساعات.
يقول كلاماً وبعد ساعات ينسى أنه قاله، وينسى أن عنده دوام، ويقول كلاماً غريباً ومتناقضاً، يقول: أنا في إجازة مرضية، وعندما نقول: فلنذهب للطبيب لفحصك، يدعي أنه بخير.
صار حريصاً جداً على اتباع القوانين والأنظمة، مثلاً: صار لا يخرج من البيت إﻻ بغترة وعقال، يربط حزام الأمان حتى لو جلس في المقعد الخلفي، ويجبر أهله على ربط أحزمة الأمان، لا يتكلم في الجوال وهو يسوق، فقط يريد صرف النقود لشراء أشياء مثل المنظفات وأشياء لا يحتاجها، وقلما يتحكم في نفسه، ويبكي، رأسه حار وجسمه بارد ويتعرق، صار عنده أرق وتوتر وقلق، أرجوكم ساعدوه، أو أفتونا بطريقة لنأخذه للعلاج.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Angle حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكرك على ثقتك في إسلام ويب.
قطعًا لا أحد يستطيع أن يعطي تشخيصًا يقينيًا إذا لم يقم بفحص المريض، لكن المعلومات التي أوردتها في رسالتك تفصيلية وواضحة جدًّا، وتجعلني على درجة عالية جدًّا من اليقين لأقول: إن هذا الشخص يعاني من اضطرابات فكرية واضحة جدًّا، لديه تهيؤات، لديه ما يسمى بالضلالات البارونية الظنانية، وهي قطعًا جوهر مرض الفصام، أو على الأقل أنه يعاني مما يعرف بالفصام الوجداني الهوسي، وفي كلتا الحالتين خط العلاج واحد، وهو تناول الأدوية المضادة للذهان.
أتفق معك أنه يصعب إقناع هؤلاء المرضى في بعض الأحيان بالذهاب للعلاج؛ لأن المريض مفتقد للبصيرة، خاصة إذا قيل له: إنك مريض أو متوهم، هذا يجعله أكثر تعنتًا في رفض العلاج، وربما يُدخل الآخرين في منظومة شكوكه وسوء تأويله، لذا دائمًا ننصح الأهل ألا يناقشوا الإنسان في أفكاره، قطعًا لا يثبتوها، لا يؤيدوها، لكن في الوقت نفسه يحاولون تجاهلها، ويغيروا موضوع الكلام، ويُدخلوا أفكارًا جديدة، هذا يساعد كثيرًا في أن تُبنى علاقات ودودة مع هؤلاء المرضى.
أنا أقترح أن يتحدث مع هذا الأخ شخص واحد، ليس كل أفراد الأسرة، الشخص الذي يثق فيه يمكن أن يقنعه، ومن فنون هؤلاء الأشخاص هو ألا نقول له: إنك مريض عقليًا أو نفسيًا، يمكن أن يقال له: (إننا نلاحظ أنه لديك بعض الإجهاد، لماذا لا نذهب ونطمئن عليك عند طبيب؟) والآن 70% من أطباء الأسرة لديهم المقدرة التشخيصية والعلاجية لهذه الحالات، وطبيب الأسرة دائمًا موجود في الرعاية الصحية الأولية، فأعتقد هذا أحد البوابات الرئيسية التي يمكن أن يُستفاد منها لعلاج هذا الأخ؛ أي بالترتيب مع طبيب الأسرة، والتحدث معه حول هذه الأعراض، وأنا متأكد أنه سوف يصل للتشخيص؛ لأن الحالة واضحة جدًّا.
هنالك نوع من الأدوية التي يمكن أن تُعطى للمريض بموافقة أهله حتى وإن رفض، منها: عقار يعرف باسم (زبركسا فلوتاب)، وهو أحد الأدوية التي تذوب في السوائل دون تغيير للون أو طعم السائل، وهو دواء ممتاز، مكلف بعض الشيء، لكنه متوفر -والحمد لله تعالى– في المملكة العربية السعودية، هذا الدواء كثيرًا ما نستعمله لتهدئة المريض، وحين تتحسن أحواله عند ذلك ندخل في المنهج العلاجي الآخر، هذه أيضًا وسيلة من الوسائل التي يلجأ إليها الأطباء، وهي مشروعة جدًّا.
الآن -أيتها الفاضلة الكريمة– توجد إبر طويلة الأمد، هي موجودة منذ فترة، لكن حصل فيها تطور كبير في السنين الأخيرة، بمعنى: أن المريض يمكن أن يتناول إبرة واحدة كل شهر أو كل ثلاثة أسابيع –مثلاً- وهذه قد تكفي بنسبة 70-80%.
إذًا بوابات العلاج موجودة وكثيرة، المهم ألا نيأس، ألا نتوقف عن مساعدته، وأود أن أنبهك -أيتها الفاضلة الكريمة– أن التدخل الطبي النفسي المبكر دائمًا يعطي حلولاً ونتائج علاجية رائعة جدًّا، أما التأخر في تلقي العلاج فقد يجعل الحالة تصبح أكثر تعقيدًا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لمريضكم العافية والشفاء.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتمنى أن تفيدوني بأسرع وقت ممكن، وأنا لكم من الشاكرين والداعين.
عندي قريب مريض ويتوقع أن مرضه نفسي، ويرفض بشدة الذهاب إلى الطبيب النفسي، حاول الجميع إقناعه، وصار إقناعه شبه مستحيل، أتمنى أن تفيدوني كيف نذهب به إلى الطبيب؟ أو إذا قدرتم شخصوا حالته.
أهله ذهبوا به أكثر من مرة إلى الطبيب، ويهرب قبل أن يتم تشخيصه، ووصفوا للدكتور وضعه وشخصه بالفصام، حقيقة أنا أشك أن تشخيص هذا الدكتور خطأ، ويمكن أن يكون ما بقريبي وسواس قهري أو جنون عظمة، أو أي شيء آخر غير الفصام، أتمنى أن تساعدوني.
وهذه أعراضه: عام 2006 كان يدرس الطب وعليه مسؤوليات أخرى للبيت، يعني: كان مضغوطاً، وفجأة ترك كل شيء وقضى وقته بالنوم، ولا يريد مقابلة أحد، ولا يكلم أحداً، كان ينام 20 ساعة، استمر على هذا الحال 6 شهور، ولم يأخذ أي علاجات.
والآن عام 2013 بدأ يقول أشياء غريبة في عمله، مثل: أن الشيخ إبراهيم الأخضر كلمه، وأنه تعين إماماً للحرم النبوي، وسيصلي فجر الغد هناك، وأنه منذ ولادته وهو مراقب من الشيخ السديس، وكل تحركاته تراقبها المباحث، وأن العمل أعطاه إجازة مرضية، وخيروه بين الذهاب لمصحة للعلاج، ثم يأتي بتقرير طبي، أو يفصلونه، وجاؤوا له بالإسعاف، لكنه رفض وهرب منهم بالتاكسي، وعندما أخبروا الطبيب بأعراضه، شخص مرضه بالفصام، وأعطاه دواء يتسبب في نومه، وفي المرة الثانية لتناوله العلاج استفرغه ورفض تناوله، وأصبح لا ينام في اليوم إلا ساعة، طيلة الوقت يمشي، ويدخل الحمام يغسل يده، ثم يخرج ويعود ثانية ليغسل يده، وهكذا لمدة ساعات.
يقول كلاماً وبعد ساعات ينسى أنه قاله، وينسى أن عنده دوام، ويقول كلاماً غريباً ومتناقضاً، يقول: أنا في إجازة مرضية، وعندما نقول: فلنذهب للطبيب لفحصك، يدعي أنه بخير.
صار حريصاً جداً على اتباع القوانين والأنظمة، مثلاً: صار لا يخرج من البيت إﻻ بغترة وعقال، يربط حزام الأمان حتى لو جلس في المقعد الخلفي، ويجبر أهله على ربط أحزمة الأمان، لا يتكلم في الجوال وهو يسوق، فقط يريد صرف النقود لشراء أشياء مثل المنظفات وأشياء لا يحتاجها، وقلما يتحكم في نفسه، ويبكي، رأسه حار وجسمه بارد ويتعرق، صار عنده أرق وتوتر وقلق، أرجوكم ساعدوه، أو أفتونا بطريقة لنأخذه للعلاج.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Angle حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكرك على ثقتك في إسلام ويب.
قطعًا لا أحد يستطيع أن يعطي تشخيصًا يقينيًا إذا لم يقم بفحص المريض، لكن المعلومات التي أوردتها في رسالتك تفصيلية وواضحة جدًّا، وتجعلني على درجة عالية جدًّا من اليقين لأقول: إن هذا الشخص يعاني من اضطرابات فكرية واضحة جدًّا، لديه تهيؤات، لديه ما يسمى بالضلالات البارونية الظنانية، وهي قطعًا جوهر مرض الفصام، أو على الأقل أنه يعاني مما يعرف بالفصام الوجداني الهوسي، وفي كلتا الحالتين خط العلاج واحد، وهو تناول الأدوية المضادة للذهان.
أتفق معك أنه يصعب إقناع هؤلاء المرضى في بعض الأحيان بالذهاب للعلاج؛ لأن المريض مفتقد للبصيرة، خاصة إذا قيل له: إنك مريض أو متوهم، هذا يجعله أكثر تعنتًا في رفض العلاج، وربما يُدخل الآخرين في منظومة شكوكه وسوء تأويله، لذا دائمًا ننصح الأهل ألا يناقشوا الإنسان في أفكاره، قطعًا لا يثبتوها، لا يؤيدوها، لكن في الوقت نفسه يحاولون تجاهلها، ويغيروا موضوع الكلام، ويُدخلوا أفكارًا جديدة، هذا يساعد كثيرًا في أن تُبنى علاقات ودودة مع هؤلاء المرضى.
أنا أقترح أن يتحدث مع هذا الأخ شخص واحد، ليس كل أفراد الأسرة، الشخص الذي يثق فيه يمكن أن يقنعه، ومن فنون هؤلاء الأشخاص هو ألا نقول له: إنك مريض عقليًا أو نفسيًا، يمكن أن يقال له: (إننا نلاحظ أنه لديك بعض الإجهاد، لماذا لا نذهب ونطمئن عليك عند طبيب؟) والآن 70% من أطباء الأسرة لديهم المقدرة التشخيصية والعلاجية لهذه الحالات، وطبيب الأسرة دائمًا موجود في الرعاية الصحية الأولية، فأعتقد هذا أحد البوابات الرئيسية التي يمكن أن يُستفاد منها لعلاج هذا الأخ؛ أي بالترتيب مع طبيب الأسرة، والتحدث معه حول هذه الأعراض، وأنا متأكد أنه سوف يصل للتشخيص؛ لأن الحالة واضحة جدًّا.
هنالك نوع من الأدوية التي يمكن أن تُعطى للمريض بموافقة أهله حتى وإن رفض، منها: عقار يعرف باسم (زبركسا فلوتاب)، وهو أحد الأدوية التي تذوب في السوائل دون تغيير للون أو طعم السائل، وهو دواء ممتاز، مكلف بعض الشيء، لكنه متوفر -والحمد لله تعالى– في المملكة العربية السعودية، هذا الدواء كثيرًا ما نستعمله لتهدئة المريض، وحين تتحسن أحواله عند ذلك ندخل في المنهج العلاجي الآخر، هذه أيضًا وسيلة من الوسائل التي يلجأ إليها الأطباء، وهي مشروعة جدًّا.
الآن -أيتها الفاضلة الكريمة– توجد إبر طويلة الأمد، هي موجودة منذ فترة، لكن حصل فيها تطور كبير في السنين الأخيرة، بمعنى: أن المريض يمكن أن يتناول إبرة واحدة كل شهر أو كل ثلاثة أسابيع –مثلاً- وهذه قد تكفي بنسبة 70-80%.
إذًا بوابات العلاج موجودة وكثيرة، المهم ألا نيأس، ألا نتوقف عن مساعدته، وأود أن أنبهك -أيتها الفاضلة الكريمة– أن التدخل الطبي النفسي المبكر دائمًا يعطي حلولاً ونتائج علاجية رائعة جدًّا، أما التأخر في تلقي العلاج فقد يجعل الحالة تصبح أكثر تعقيدًا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لمريضكم العافية والشفاء.
via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://www.islamweb.net/consult/index.php?page=Details&id=2193687
تعليقات
إرسال تعليق