كيف أتخلص من حالة اكتئاب ما بعد الولادة؟

السؤال:

السلام عليكم.



أنا سيدة متزوجة، أصبت باكتئاب ما بعد الولادة، بداية كانت الأعراض عبارة عن أحلام وكوابيس مزعجة، ولمدة أسبوعين، ومنذ الأسبوع الماضي، تطورت الحالة، حيث أصبحت أشعر بتشنجات خفيفة، بدأ زوجي يرقيني، وأشعر بغازات في أمعائي عند الرقية.



سؤالي: بماذا تنصحونني بالنسبة لحالة الاكتئاب؟ ما هو سبب شعوري بوجود غازات في أمعائي عند الرقية؟ هل ينتقل مرض الاكتئاب للطفل من خلال الرضاعة؟ وزوجي يشعر بأرق وجفاف في فمه منذ عشرة أيام، فبماذا تنصحونه؟



ولكم جزيل الشكر.



الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة/ أم عبد الله حفظها الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



حمدًا لله على سلامتك، ونسأل الله أن يبارك في المولود.



نسبة لصغر سنك، فربما يحدث لك بالفعل درجة بسيطة إلى متوسطة من اكتئاب ما بعد الولادة، وهذا نشاهده أكثر في الولادة الأولى، بعد ذلك ليس من الضروري أن يحدث، أي في الولادات القادمة - بإذنِ الله -.



عقار ( بروزاك ) دواء فعال وممتاز، لكن يُعاب عليه أنه يحدث اضطراباً في النوم، ومعظم الأمهات اللواتي يعانين من اكتئاب ما بعد الولادة ربما يكون لديهنَّ اضطرابًا في النوم.



بؤرة التشنجات الخفيفة والأحلام والكوابيس المزعجة هي دليل على وجود القلق، وإذا كانت لديك مشكلة في النوم فأعتقد أنه من الضروري جدًّا أن تتناولي دواء يحسّن نومك، وعقار ( ريمارون ) والذي يعرف علميًا باسم ( ميرتازبين ) بجرعة ربع حبة – أي سبعة ونصف مليجرام – ليلاً، ربما يكون دواءً مناسبًا، لكن قطعًا لو استشرت طبيبتك حتى ولو من خلال الهاتف، ربما يكون أمرًا جيدًاً.



بالنسبة لموضوع إرضاع الطفل: لا شك أن من الأمور التي لا تخلو من التعقيد، الأم تريد أن تُكمل الرضاعة، وفي نفس الوقت يريد الطبيب النفسي أن يعالجها، ونعرف أن الأدوية النفسية معظمها تُفرز في الحليب بنسبة خمسة إلى عشرة بالمائة.



الطفل قبل بلوغ ثلاثة أشهر من عمره، تكون الكبد لديه ليست بالنضوج الذي يجعلها تستقلب الأدوية بصورة سليمة، لذا نحذر من إعطاء الأدوية في هذه المرحلة، إلا للضرورة القصوى، وعمومًا ( البروزاك ) ربما يكون أفضل من غيره في فترة الرضاعة، لكن لا أقول أنه سليم على الإطلاق.



( الريمارون ) الذي وصفته لك يُقال أنه سليم بجرعة صغيرة، وهنالك بعض الأمهات نُسدي لهم النصيحة بأن لا يعطين الحليب الذي يتكون بعد ثمان ساعات من تناول الدواء، هذا الحليب لا يُعطى للطفل، إنما يُشفط ويُسحب من الثدي، ويُرمى، وبعد ذلك يُعطى الطفل الحليب الذي يتكون.



إذًا قلقك وتوترك أعتقد أنه هو الذي أدى إلى الأحلام المزعجة والكوابيس، وفي ذات الوقت عليك أيضًا أن تتجنبي النوم النهاري، وأن تتجنبي تناول أي طعام دسم في فترة الليل، وكوني حريصة على أذكار النوم، هذا كله سوف يساعدك كثيرًا، وزوجك جزاه الله خيرًا في رقيته لك، وأعتقد أنه يمكنك أن ترقي نفسك.



بالنسبة لموضوع الاكتئاب: إن شاء الله تعالى لن ينتقل للطفل أبدًا، الجوانب الوراثية أو البيئية لا تلعب دورًا في هذا الموضوع، فلا تصفي نفسك بالمكتئبة، فهذا - إن شاء الله تعالى – مجرد عسر في المزاج وسوف ينتهي، كوني متفائلة، كوني إيجابية، أكدي على ذاتك، افرحي بطفلك، وهذا هو المهم.



بالنسبة لزوجك الكريم – جزاه الله خيرًا – أعتقد أن أعراض الأرق وجفاف الفم هي أعراض قلقية، وربما يكون مشغولاً بأمرك، وكثير من الأزواج يُصابون بنفس العلة التي تُصيب زوجاتهم - هذا أمر معروف -، وأقول لك دون مبالغة: هنالك متلازمة مرضية تسمى: (متلازمة كوفيد Couvade) وهي نوع من ما يشبه ألم الوضع يشتكي منه الرجل حين تحدث للزوجة آلام الوضع في بداية الولادة، هذا نشاهده في حالات قليلة، وهو ليس نوعًا من التصنع أو التمثيل، إنما هي جزء من العطف والمودة والتأثر بما يحصل للزوجة.



زوجك ربما يكون أيضًا مُجهدًا ومرهقًا، أعتقد أنه من الأفضل له أن يمارس بعض التمارين الرياضية، أن يحاول النوم مبكرًا، ومن جانبك حاولي أن تشجعيه، وإذا اشتد عليه الأمر يمكن أن يتناول إحدى أدوية القلق البسيطة مثل عقار ( دوجماتيل ) والذي يعرف ويسمى علميًا ( سلبرايد ) إذا تناوله بجرعة خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة أسبوعين، ثم خمسين مليجرامًا مساءً لمدة أسبوع، أعتقد أنه سوف يكون في وضع صحي ممتاز.



بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد .





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://www.islamweb.net/consult/index.php?page=Details&id=2192628

تعليقات