تقدم لي شخص كفء ولكنه أصغر مني، فهل أوافق عليه؟

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..



تقدم لي شخص كفء ولكنه أصغر مني بسنة، وأحس بأنني لن أتأقلم معه، وأكون زوجة جيدة، لأنه تقدم لي بحب، وأنا خائفة من أن أظلمه أو أظلم نفسي، وكلما أفكر بأني سأتزوجه أحس بضيق، لأنني وافقت عليه شفقة له، ولا أريد أن أحطم حبه لي.



أرشدوني ماذا أفعل؟ هل أرفضه؟ وكيف أرفضه بعد أن وافقت عليه؟ أم أصمت فلعله خير لي الزواج به؟



كما أن التفكير بالعمر يجعلني أتضايق أكثر، فأنا أعلم بأن الرسول - عليه الصلاة والسلام - تزوج خديجة وهي أكبر منه، ولكن لا أحد مثل الرسول، فما أفعل؟



وللعلم: فإن عائلتي وإخواني مرتاحون له ظاهرا، ولكن لا أعلم ماذا في قلوبهم؟ فكلما سألتهم عن شيء لا يعطونني أية إجابة، وإنما فقط يستصغرونني بنظراتهم لي، فبالتالي أكره الحديث معهم بسبب أسلوبهم الجاف، وذلك يجعلني أوافق وأنا مترددة بالرغم من أني صليت صلاة الاستخارة.



أرجو الرد علي بأسرع ما يمكنكم، فأنا بسبب التفكير في هذا الأمر أكاد أن أفقد شهيتي وأصاب بالاكتئاب.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة/ فاتن حفظها الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



نرحب بك - ابنتنا الفاضلة -، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، ونسأله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.



نحن من جانبنا - ابنتي الفاضلة - نتمنى أن تُكملي المشوار مع هذا الشاب المناسب، صاحب الخلق والدين، الذي رضيته الأسرة، والذي اختارك على من سواك من الفتيات، فأقبلي عليه، وتوكلي على الله تبارك وتعالى، واطردي عن نفسك هذه الوساوس، وتعوذي بالله من الشيطان، واعلمي أن الانطباع الأول والموافقة الأولى هي التي نبني عليها، لأن الإنسان إذا وافق في البداية، ثم جاءه مثل هذا النفور أو هذا الضيق؛ فنحن ندعوه إلى أن يتعوذ بالله من الشيطان، وعليك أن تتذكري محاسن هذا الشاب والجوانب المشرقة فيه.



ونحب أن نؤكد لك أن أسرتك ما كانت لتقبل به إذا لم تكن فيه مميزات، وإذا لم يكن فيه ما يدعوهم إلى القبول به، فاتركي هذا التردد، وحاولي اتخاذ القرار الصحيح، وهو كما نرى القبول بهذا الشاب، وإكمال المراسيم معه، وطي هذه الصفحة، وعدم التفكير بهذه الطريقة، وأنت ذكرت الآن نموذج أمنا خديجة – رضي الله تعالى عنها –، فاجعليها لك قدوة وأسوة، واعلمي أن الشاب الذي جاء لداركم من الباب، وطلب يدك بطريقة رسمية سوف يسعد معك، فاسعدي معه، وانظري للموضوع بإيجابية، وتعوذي بالله من الشيطان، ولا تضيعي هذه الفرصة، فالحياة فرص.



ونحن نعتقد أن أهلك لا يتجاوبون معك لأنهم يرون بأنه مناسب لك، ويرون أن أسئلتك في غير مكانها، فتعوذي بالله من الشيطان، ونسأل الله تبارك وتعالى لك التوفيق والسداد، ونتمنى ألا يشعر بمثل هذه المشاعر من قبلك، وإذا جاءك الضيق فالجئي إلى الله، واقرئي على نفسك الرقية الشرعية، وواظبي على أذكار المساء والصباح، وتوكلي على ربنا الفتاح، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://www.islamweb.net/consult/index.php?page=Details&id=2191746

تعليقات