الخيالات الجنسية هل لها علاقة بوسوسة الشيطان؟

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



أريد أن أعرف هل الخيالات -وخاصة الخيالات الجنسية- لها علاقة بالشيطان؛ أي أنها من نسج الشيطان ووسوسته، أم أنها من تأليف الإنسان فقط، أم أن الشيطان يوسوس ويبدأ الإنسان بالتجاوب مع الوسوسة بالتخيل؟



أحيانا تأتيني الخيالات مرة واحدة بدون أن أفكر فيها، فما الحل؟ وما هي الآيات القرآنية الخاصة بالرقية الشرعية؟ وفوائد وطريقة الرقية على الماء؟ وشروط تلك الرقية؟



الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ mido حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



يسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يهدينا وإياك صراطه المستقيم، وأن يعيننا وإياك على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يرزقنا جميعًا الهدى والتقى والعفاف والغنى، وأن يصرف عنا كيد شياطين الإنس والجن، إنه جواد كريم.



وبخصوص ما ورد في رسالتك من سؤالك عن الخيالات، وهل الخيالات الجنسية لها علاقة بالشيطان، وأنها من نسج الشيطان ووسوسته، أم أنها من تأليف الإنسان فقط؟ إلى غير ذلك مما ذكرت!



أقول لك - أخي الكريم الفاضل -: إن الخيالات خاصة الجنسية هي خيالات نفسية تحدث للإنسان عندما يعاني من نوع من الكبت أو الحرمان غالبًا؛ ولذلك تكون في فترة الشباب والمراهقة وفترة العزوبية أكثر من كونها بين المتزوجين، وهذا لا ينفي أنها توجد بين المتزوجين أحيانًا؛ لأن الخيال هو عبارة عن حديث نفس داخلي، يحاول الإنسان فيها أن يعوض النقص الذي يعيشه في عالم الحقيقة، وهذا أمر لا سيطرة للإنسان عليه ما دام يأتيه وهو نائم، فإنها تكون أشبه ما تكون بالرؤية، أما إذا كان في حال الانتباه واليقظة فإن الإكثار منه يضر، خاصة إذا كانت في هذه الخيالات علاقات محرمة؛ لأن الإنسان يستهوي الوقوع في هذه العلاقات وتنفيذها بعد ذلك.



فالخيال هو نوع من التنفيس، وهو رحمة ونعمة من الله تبارك وتعالى لعباده، يستطيع بها الإنسان أن ينفس عن الكبت أو الحرمان الذي يعيشه، ولكن المشكلة في الإكثار منه، كذلك أيضًا أن يكون له علاقة بالجانب الجنسي؛ لأنه لا بد أن يكون مع شخص معروف أو غير معروف، فإذا كان شخصًا معروفًا فقد يكون من المحارم أو غيرها، وهذا أمر عادة يدفع الشيطان فيه وبقوة، وينفث فيه وبشدة؛ لأنه يجعل الإنسان يتجرأ على فعل الحرام فيما بينه وبين نفسه، مما قد يترتب عليه أن يقع الإنسان فيه على الحقيقة.



أما الخيال في حد ذاته سواء كان جنسيًا أو غير ذلك فهو علامة من علامات الصحة؛ لأنه نوع من التنفيس عن النفس - كما ذكرت لك – والتفريج عنها، وهو أمر ما دام لم يخرج عن كونه مجرد خيال فليس فيه شيء.



أما الإشكال كله لو تحول الخيال إلى حقيقة؛ لأن معظم الخيالات تتحول إلى حقيقة، بل إن معظم الابتكارات والاختراعات العالمية كانت في أولها عبارة عن فكرة تخيلها إنسان ثم حاول تنفيذها فنفذت، وأصبحت واقعًا يلمسه الناس.



فالخيال - كما ذكرت – الخيال النظيف، الخيال العفيف، الخيال الهادف، هذا كله لا بأس به، أما الخيال الجنسي عادة يلعب الشيطان فيه دورًا، وقد لا يلعب فيه دورًا، وإنما قد يكون الإنسان لم يتزوج ويعاني نوعًا من الحرمان، وقد يكون أيضًا متزوجًا ولكنه يُخفق في علاقته مع أهله فيأتيه الخيال ليشعر أنه قد حقق ما عجز عن تحقيقه في الواقع.



وفي جميع الأحوال - كما ذكرت – الأولى ألا نُكثر من مساحة الخيال حتى لا يضيع الوقت سُدىً، ولا تضيع أعمارنا هباءً منثورًا، وإذا كان يتعلق الخيال في هذا الجانب الذي ذكرته فلا مانع من الإكثار من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، فإذا كان من الشيطان فسوف يتحول الإنسان تمامًا عن التفكير فيه، أما إذا كان حديث نفس فإنه سيظل موجودًا حتى مع الاستعاذة، وفي تلك الحالة نقول: علينا أن نُغلق هذا الباب، وألا نكثر منه، خاصة أنه قد يترتب عليه تفويت بعض المصالح التي تقتضيها مصلحة العمل أو الحياة.



الحل بالنسبة للخيالات: كما ذكرتُ لك ألا تشغل بالك بها، فإن جاءت جاءت! وإذا لم تأتي فخير، ولا تحاول أن تستجلبها.



الآيات القرآنية الخاصة بالرقية سهلة ميسورة تستطيع أن تتعرف عليها من خلال بعض الكتيبات أو الكتب أو المطويات المنتشرة في المكتبات الإسلامية، ولو دخلت على موقع البحث جوجل وكتبت: (آيات الرقية الشرعية) سوف تأتيك - إن شاء الله تعالى – عشرات المواقع التي تتكلم عن الآيات والأحاديث، وعن طريقة الرقية وآليات التعامل معها، وعن فوائدها، وغير ذلك.



كذلك أيضًا طريقة الرقية على الماء وشروط الرقية، كل هذه أمور - إن شاء الله تعالى – إذا كتبت كلمة: (الرقية الشرعية) سوف يأتيك خير كثير بإذنِ الله تعالى.



أسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير، وأن يعينك على استغلال وقتك الاستغلال الأمثل والاستفادة من عمرك بطريقة جيدة حتى لا تندم بعد فوات الأوان.



هذا وبالله التوفيق.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://www.islamweb.net/consult/index.php?page=Details&id=2193210

تعليقات