السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أتمنى أن أجد لديكم حلاً لمشكلتي أو مشاكلي، وسأكتب ما يُضايقني في حياتي، وأثر في دراستي الجامعية.
أنا فتاةٌ أبلغ من العمر 20 عاماً، انطوائية، وحساسة كثيراً، وهادئة؛ ربما لأنني لا أملك الثقة بنفسي أبداً؛ بسبب شكلي غير الجميل، وحقاً لا أمتلك الجمال.
لم أكن أعاني أو أكترث لذلك منذ دخولي المدرسة حتى وصولي للمرحلة الثانوية، وهناك بدأت أنظر لنفسي بأني غير جميلة أبداً، وأقول في نفسي دوماً: بما أني لست جميلة فالجميع سيضحك علي، ويستهزئ بي بسبب شكلي، ولذلك أصبحت لا أختلط كثيراً في مدرستي، ولا في المجتمع خارج مدرستي؛ ولم يؤثر علي ذلك كثيراً؛ حيث إنني تجاهلت الأمر، وحاولت ألا أهتم كثيراً، لكي لا يضايقني الأمر، ويرهق تفكيري، ولكني فقدت الكثير من الثقة من سنتي الثانية في الجامعة في الترم الأول؛ حيث إنني في سنتي الأولى استطعت التأقلم بعض الشيء، وحاولت فعل ما فعلته في مدرستي، من تجاهل، وعدم اهتمام لنظرات الآخرين لي، ولكن كل ذلك تغير، حيث إني أُصبت بخوف عميق من أن يراني الآخرون في الجامعة، وبدأت أقلق وأخاف من جميع الفتيات، وقد حدثت لي مضايقات بسبب شكلي، وهذا هزني من داخلي كثيراً، وكانت المضايقات من داخل جامعتي، ومن إحدى أخواتي، فكانت تصورني وتضحك لتستهزئ بي، فأكتم بكائي وضيقي داخلي، وبذلك حدث أن أصبحت أشعر بالحياء من نفسي وشكلي، وأحاول ألا أقترب كثيراً من صديقاتي والآخرين خارج أهلي من الأقارب، ودائما أنزل رأسي للأسفل، ولا أنظر لأي شخص في طريقي، وغبتُ كثيراً عن الجامعة؛ حيث إنني تركت إحدى المواد، ولم أحضرها، فرسبت فيها؛ بسبب أستاذة المادة التي عقدتني في مادتها، فكانت تركز علي في محاضراتها، فتسألني كثيراً حول المادة، مما سبب لي الكثير والكثير من الخوف والكره لمادتها، وعدم حضور الاختبار، فأنا لا أحب أن يتم التركيز علي، وأحب أن أحضر المحاضرة بهدوء كما دخلتها، أما بقية المواد، فقد نجحت فيها؛ لأن مدرسيها لم يفعلوا ما فعلته معي تلك المدرسة، أقصد بذلك عدم تركيزهم علي خصيصاً مثلها.
قبل بداية الترم الثاني أخذت أفكر قرابة أسبوع في أن أنسحب من الجامعة، ولا أعود للدراسة أبداً، ولكن أهلي لم يقتنعوا بذلك، وهم محقون؛ فمستقبلي مهمٌ جداً، ولكن ماذا أفعل؟ لم أستطع أن أتغير وأزيد ثقتي بنفسي، فقررت الاعتذار لمدة ترم كامل، ولم أرتح في هذا الترم أبداً؛ حيث بدأت الأفكار تزداد في رأسي كثيراً، مثل: ماذا سيحدث لي إن عدت للجامعة؟ كيف سيكون مظهري؟ وهل سيعودون للضحك علي بسبب شكلي؟ والقلق الذي سيصيبني، والإرهاق الناتج من ذلك، وجميع أنواع الأفكار التشاؤمية التي لم تفارقني.
حاولت تغيير نفسي، لكن دون فائدة، فقد حاولت تنظيم أمور لي لأزيد ثقتي بنفسي، لكن يأتي اليوم الآخر وأتركها، ودائماً يحدث لي هذا الأمر، حتى تركتها، وأصبت باليأس والإحباط.
أكره الاختلاط كثيراً بالناس، حيث كان زواج أختي قبل أسابيع، وقبل حدوث الزواج بأسابيع كنت أدعو الله ألا يحدث؛ لكي لا أحضر ويضحك الناس علي.
كنت أبكي كثيراً، وأصابني القلق بمجرد ذكر زواج، أو أن أذهب لأحدٍ ما، مع أنني لا أريد لوالدي أن يغضبا مني إن لم ألب رغبتهما بزيارة أحد أقاربهما، ولكن ينتهي الأمر بالصراخ والبكاء، وغضبهما مني، وهذا الأمر يؤلمني كثيراً، ولكن ماذا عساي أن أفعل؟
عدتُ للدراسة منذ أسبوع في الجامعة؛ حيث إني عانيت كثيراً قبل العودة، وبكيت، وأخبرت أمي بأني لا أستطيع أن أكمل، فكان ردها من أجل مصلحتي التي أريدها، ولكن لم أستطع السعي خلفها.
أيضاً غبت كثيراً، وأتوقع الآن أن اُحرم من المواد بسبب غيابي، وأخبرتني إحدى صديقاتي أن أغير التخصص الذي أنا فيه الآن؛ لأني دائماً أخبرهم بأني أكره الجامعة، ولا أشعر بالراحة كثيراً فيها، ولكن منذ قولي ذلك، وأنا أعلم بأني أكره نفسي وشكلي، ولا أشعر بالراحة بسببه في الجامعة وفي أي مكانٍ آخر في العالم، وليس السبب المكان، إنما قلة ثقتي بنفسي هي التي نتج عنها كرهي لأي مكان يكون فيه أشخاص يضحكون علي -أي أن شكلي هو السبب في تعاستي وإحباطي، وكلام الناس وضحكهم علي-.
لقد تعبت كثيراً من نفسي، فأنا لا أدري ماذا أفعل!؟ أشعر الآن بالضياع، واليأس، والكآبة كلما تذكرت عدم مقدرتي على المضي فيما أريد.
أريد أن أحقق الكثير من الأهداف، ولكن هناك العديد من الأمور التي تصدني عن تحقيقها، وأول تلك الأمور ثقتي المعدومة بنفسي، وثاني تلك الأمور: تشتت ذهني فضيع أصابني، وهذا زعزع ثقتي بالكامل، وبسبب ذلك أصبحتُ أشعر بأنه لا فائدة مني أبداً؛ لأني لا أستطيع إسعاد نفسي، ولا إسعاد غيري، وأقصد بذلك والدي. أريد وأريد وأريد، ولكن لم أستطع الوصول لما أريد!
وقبل أن أنهي ما كتبته أريد أن أضع بين مشاكلي مشكلة الشك التي لا تفارقني، فأنا لا أعلم إن كان ما أفعله صحيح أو خطأ.
أتمنى مساعدتي، وأرجو المعذرة؛ فربما لم أصغ مشكلتي بطريقة جيدة، وأعتذر إن حدث ذلك، ولكني حاولت وضع ما قاسيته كثيراً.
وشكراً مقدما لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رؤى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكراً لك على ما كتبت، وكان في غاية الوضوح، فسؤالك وقلقك وما يشغل بالك قد وصل إلينا وبمنتهى الوضوح.
كل إنسان يُبتلى بشيء من الأشياء، والله تعالى ناظرٌ إلينا {أيكم أحسن عملا}، ولا أعتقد أنك تحتاجين للكثير من هذا الكلام، فمن الواضح أنك محتسبة ومتوكلة على الله تعالى، شاكرة له كثيراً، وهذا هو التقبل العقلي أو الإيماني.
وإن ما أكثر ما يُعينك هو أن تقبلي الأمر عاطفياً -وهو التقبل العاطفي-، وهو أنك لا تشعرين بالحرج والارتباك مما لديك في شكلك أو ملامح وجهك، فلست أنت ممن صنع هذا، وإنما هو اختبار المولى تعالى، والناس يعرفون هذا، وإن كانوا أحيانا يستغربون ما يرون، سواءً كانوا أطفالاً صغاراً أو راشدين.
وفي بعض هذه المواقف تلوذين بتجنب الناس، وربما بالصمت وعدم الحديث، وهذه لا شك إحدى طرق التعامل المناسبة مع بعض هذه المواقف، فأحياناً الصمت أفضل جواب.
وما قصدت من التقبل العاطفي أن تأخذي الأمر بشيء من قلة الجدية، وبشيء من المرح أو الدعابة، ويمكنك أيضاً أن تستعملي مهاراتٍ أخرى، كأن تردي على السؤال بسؤال، فيمكنك أن تقولي للسائل مثلاً: "وما رأيك أنت؟"، ومثل هذا "الجواب" يجعل شخصيتك اللطيفة والمداعبة تُسيطر على كامل الموقف، وكأن الشخص الآن يرى شخصيتك من وراء الوجه والشكل، ولا يقف عند بعض ملامح الوجه، والتي تحرجك، إنه لم يعد يرى ما يحرج.
وهكذا، فليس هناك شخص كالآخر، بين الطويل وبين القصير، بين النحيف وبين السمين، ولله في خلقه شؤون.
هل يُحلّ الإشكال بترك الجامعة وتجنب اللقاء بالناس؟ بالطبع لا، بل على العكس سيزداد شعورك بالإحباط وخيبة الأمل، بينما الدراسة والتحصيل -بالرغم من صعوباته- سيعزز عندك من ثقتك، وتثبتين لنفس الكثير من قدراتك ومهاراتك.
فالتغيير يجب أن يبدأ من عندك، ومع التأقلم، وتقبل ما أنت عليه، وأنك لست مجرد وجه فقط، على أهمية الوجه، فاسمحي للآخرين أن يروا عندك الجوانب المتعددة لشخصيتك.
وفقك الله، وأراح بالك، ويسّر لك الخير.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أتمنى أن أجد لديكم حلاً لمشكلتي أو مشاكلي، وسأكتب ما يُضايقني في حياتي، وأثر في دراستي الجامعية.
أنا فتاةٌ أبلغ من العمر 20 عاماً، انطوائية، وحساسة كثيراً، وهادئة؛ ربما لأنني لا أملك الثقة بنفسي أبداً؛ بسبب شكلي غير الجميل، وحقاً لا أمتلك الجمال.
لم أكن أعاني أو أكترث لذلك منذ دخولي المدرسة حتى وصولي للمرحلة الثانوية، وهناك بدأت أنظر لنفسي بأني غير جميلة أبداً، وأقول في نفسي دوماً: بما أني لست جميلة فالجميع سيضحك علي، ويستهزئ بي بسبب شكلي، ولذلك أصبحت لا أختلط كثيراً في مدرستي، ولا في المجتمع خارج مدرستي؛ ولم يؤثر علي ذلك كثيراً؛ حيث إنني تجاهلت الأمر، وحاولت ألا أهتم كثيراً، لكي لا يضايقني الأمر، ويرهق تفكيري، ولكني فقدت الكثير من الثقة من سنتي الثانية في الجامعة في الترم الأول؛ حيث إنني في سنتي الأولى استطعت التأقلم بعض الشيء، وحاولت فعل ما فعلته في مدرستي، من تجاهل، وعدم اهتمام لنظرات الآخرين لي، ولكن كل ذلك تغير، حيث إني أُصبت بخوف عميق من أن يراني الآخرون في الجامعة، وبدأت أقلق وأخاف من جميع الفتيات، وقد حدثت لي مضايقات بسبب شكلي، وهذا هزني من داخلي كثيراً، وكانت المضايقات من داخل جامعتي، ومن إحدى أخواتي، فكانت تصورني وتضحك لتستهزئ بي، فأكتم بكائي وضيقي داخلي، وبذلك حدث أن أصبحت أشعر بالحياء من نفسي وشكلي، وأحاول ألا أقترب كثيراً من صديقاتي والآخرين خارج أهلي من الأقارب، ودائما أنزل رأسي للأسفل، ولا أنظر لأي شخص في طريقي، وغبتُ كثيراً عن الجامعة؛ حيث إنني تركت إحدى المواد، ولم أحضرها، فرسبت فيها؛ بسبب أستاذة المادة التي عقدتني في مادتها، فكانت تركز علي في محاضراتها، فتسألني كثيراً حول المادة، مما سبب لي الكثير والكثير من الخوف والكره لمادتها، وعدم حضور الاختبار، فأنا لا أحب أن يتم التركيز علي، وأحب أن أحضر المحاضرة بهدوء كما دخلتها، أما بقية المواد، فقد نجحت فيها؛ لأن مدرسيها لم يفعلوا ما فعلته معي تلك المدرسة، أقصد بذلك عدم تركيزهم علي خصيصاً مثلها.
قبل بداية الترم الثاني أخذت أفكر قرابة أسبوع في أن أنسحب من الجامعة، ولا أعود للدراسة أبداً، ولكن أهلي لم يقتنعوا بذلك، وهم محقون؛ فمستقبلي مهمٌ جداً، ولكن ماذا أفعل؟ لم أستطع أن أتغير وأزيد ثقتي بنفسي، فقررت الاعتذار لمدة ترم كامل، ولم أرتح في هذا الترم أبداً؛ حيث بدأت الأفكار تزداد في رأسي كثيراً، مثل: ماذا سيحدث لي إن عدت للجامعة؟ كيف سيكون مظهري؟ وهل سيعودون للضحك علي بسبب شكلي؟ والقلق الذي سيصيبني، والإرهاق الناتج من ذلك، وجميع أنواع الأفكار التشاؤمية التي لم تفارقني.
حاولت تغيير نفسي، لكن دون فائدة، فقد حاولت تنظيم أمور لي لأزيد ثقتي بنفسي، لكن يأتي اليوم الآخر وأتركها، ودائماً يحدث لي هذا الأمر، حتى تركتها، وأصبت باليأس والإحباط.
أكره الاختلاط كثيراً بالناس، حيث كان زواج أختي قبل أسابيع، وقبل حدوث الزواج بأسابيع كنت أدعو الله ألا يحدث؛ لكي لا أحضر ويضحك الناس علي.
كنت أبكي كثيراً، وأصابني القلق بمجرد ذكر زواج، أو أن أذهب لأحدٍ ما، مع أنني لا أريد لوالدي أن يغضبا مني إن لم ألب رغبتهما بزيارة أحد أقاربهما، ولكن ينتهي الأمر بالصراخ والبكاء، وغضبهما مني، وهذا الأمر يؤلمني كثيراً، ولكن ماذا عساي أن أفعل؟
عدتُ للدراسة منذ أسبوع في الجامعة؛ حيث إني عانيت كثيراً قبل العودة، وبكيت، وأخبرت أمي بأني لا أستطيع أن أكمل، فكان ردها من أجل مصلحتي التي أريدها، ولكن لم أستطع السعي خلفها.
أيضاً غبت كثيراً، وأتوقع الآن أن اُحرم من المواد بسبب غيابي، وأخبرتني إحدى صديقاتي أن أغير التخصص الذي أنا فيه الآن؛ لأني دائماً أخبرهم بأني أكره الجامعة، ولا أشعر بالراحة كثيراً فيها، ولكن منذ قولي ذلك، وأنا أعلم بأني أكره نفسي وشكلي، ولا أشعر بالراحة بسببه في الجامعة وفي أي مكانٍ آخر في العالم، وليس السبب المكان، إنما قلة ثقتي بنفسي هي التي نتج عنها كرهي لأي مكان يكون فيه أشخاص يضحكون علي -أي أن شكلي هو السبب في تعاستي وإحباطي، وكلام الناس وضحكهم علي-.
لقد تعبت كثيراً من نفسي، فأنا لا أدري ماذا أفعل!؟ أشعر الآن بالضياع، واليأس، والكآبة كلما تذكرت عدم مقدرتي على المضي فيما أريد.
أريد أن أحقق الكثير من الأهداف، ولكن هناك العديد من الأمور التي تصدني عن تحقيقها، وأول تلك الأمور ثقتي المعدومة بنفسي، وثاني تلك الأمور: تشتت ذهني فضيع أصابني، وهذا زعزع ثقتي بالكامل، وبسبب ذلك أصبحتُ أشعر بأنه لا فائدة مني أبداً؛ لأني لا أستطيع إسعاد نفسي، ولا إسعاد غيري، وأقصد بذلك والدي. أريد وأريد وأريد، ولكن لم أستطع الوصول لما أريد!
وقبل أن أنهي ما كتبته أريد أن أضع بين مشاكلي مشكلة الشك التي لا تفارقني، فأنا لا أعلم إن كان ما أفعله صحيح أو خطأ.
أتمنى مساعدتي، وأرجو المعذرة؛ فربما لم أصغ مشكلتي بطريقة جيدة، وأعتذر إن حدث ذلك، ولكني حاولت وضع ما قاسيته كثيراً.
وشكراً مقدما لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رؤى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكراً لك على ما كتبت، وكان في غاية الوضوح، فسؤالك وقلقك وما يشغل بالك قد وصل إلينا وبمنتهى الوضوح.
كل إنسان يُبتلى بشيء من الأشياء، والله تعالى ناظرٌ إلينا {أيكم أحسن عملا}، ولا أعتقد أنك تحتاجين للكثير من هذا الكلام، فمن الواضح أنك محتسبة ومتوكلة على الله تعالى، شاكرة له كثيراً، وهذا هو التقبل العقلي أو الإيماني.
وإن ما أكثر ما يُعينك هو أن تقبلي الأمر عاطفياً -وهو التقبل العاطفي-، وهو أنك لا تشعرين بالحرج والارتباك مما لديك في شكلك أو ملامح وجهك، فلست أنت ممن صنع هذا، وإنما هو اختبار المولى تعالى، والناس يعرفون هذا، وإن كانوا أحيانا يستغربون ما يرون، سواءً كانوا أطفالاً صغاراً أو راشدين.
وفي بعض هذه المواقف تلوذين بتجنب الناس، وربما بالصمت وعدم الحديث، وهذه لا شك إحدى طرق التعامل المناسبة مع بعض هذه المواقف، فأحياناً الصمت أفضل جواب.
وما قصدت من التقبل العاطفي أن تأخذي الأمر بشيء من قلة الجدية، وبشيء من المرح أو الدعابة، ويمكنك أيضاً أن تستعملي مهاراتٍ أخرى، كأن تردي على السؤال بسؤال، فيمكنك أن تقولي للسائل مثلاً: "وما رأيك أنت؟"، ومثل هذا "الجواب" يجعل شخصيتك اللطيفة والمداعبة تُسيطر على كامل الموقف، وكأن الشخص الآن يرى شخصيتك من وراء الوجه والشكل، ولا يقف عند بعض ملامح الوجه، والتي تحرجك، إنه لم يعد يرى ما يحرج.
وهكذا، فليس هناك شخص كالآخر، بين الطويل وبين القصير، بين النحيف وبين السمين، ولله في خلقه شؤون.
هل يُحلّ الإشكال بترك الجامعة وتجنب اللقاء بالناس؟ بالطبع لا، بل على العكس سيزداد شعورك بالإحباط وخيبة الأمل، بينما الدراسة والتحصيل -بالرغم من صعوباته- سيعزز عندك من ثقتك، وتثبتين لنفس الكثير من قدراتك ومهاراتك.
فالتغيير يجب أن يبدأ من عندك، ومع التأقلم، وتقبل ما أنت عليه، وأنك لست مجرد وجه فقط، على أهمية الوجه، فاسمحي للآخرين أن يروا عندك الجوانب المتعددة لشخصيتك.
وفقك الله، وأراح بالك، ويسّر لك الخير.
via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://www.islamweb.net/consult/index.php?page=Details&id=2190276
تعليقات
إرسال تعليق