أشكو من قلة دم الحيض وقصر مدة نزوله، فما السبب؟

السؤال:

أنا فتاة أبلغ من العمر 23 سنة، غير متزوجة، أعاني منذ فترة ثمانية شهور من قلة دم الحيض، بحيث لا تتجاوز مدته يوماً أو يوماً ونصفاً من الدم الأحمر، ثم بعد ذلك ينزل مني دمٌ قليل لونه بني في الأيام الأربعة المتبقية.



أجرت لي الطبيبة فحصاً بجهاز الالترا ساوند، وتبين لها أن كل شيء على ما يرام، ولا أعاني من أي تكيسات في الرحم، وأعطتني دواءً من أجل ألم الحيض.



زرتها بعد ذلك بثلاثة أشهر، وطلبت مني إجراء فحوصات لهرمونات fsh –tshus-proctaline وكانت كلها سليمة، حينها أخبرتني الطبيبة بأنها لا تستطيع فعل شيء؛ لأني فتاة عذراء، وأن أنتظر بعد الزواج من أجل استكمال باقي الفحوصات.



كلامها هذا أصابني بالرعب الشديد، فأنا لست مقبلة على الزواج في الفترة القريبة، وهل هذا يعني أني مصابة بالعقم أو بانسداد في الأنابيب والرحم؟ مع العلم أني كنت أشكو لفتراتٍ طويلة من إفرازات مهبلية بيضاء، سبق وأن أجريت بسببها مزرعة، وتأكد عدم إصابتي بأي التهاب، لكني ما زلت خائفة، رغم أن الطبيبة أكدت لي أنه لا علاقة بين الإفرازات وما أعاني منه.



بماذا تنصحونني؟ هل أستشير طبيبةً أخرى؟ وما تفسيركم لحالتي؟ وهل الحل الجراحي ممكن؟ وهل ستظل مدة حيضي قليلة بهذا الشكل إلى أن تنقطع؟



أرجوكم ساعدوني.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة/ سمية حفظها الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:



الدورة الشهرية في المتوسط 28 يوماً، ولكن قد تكون الدورة الشهرية طبيعية إذا كانت 21 يوماً، أو إذا كانت حتى 34 يوماً، وهي نتاج منظومة هرمونية تفرز من الغدة النخامية أسفل المخ، وهذه الغدة تفرز هرمون LH FSH ، والهرمون الأول يكبر وينمي البويضات حتى تصل إلى حجم من 18 إلى 22 مم، ودورة 30 يوماً تعتبر دورة منتظمة، وعدد ثلاثة أيام مقبول للدورة، وحتى 7 أيام، ولذلك لا قلق من دورة متوسطها ثلاثة إلى أربعة أيام، حيث ما زالت تُعتبر في النطاق الطبيعي.



ويقوم جراب البويضة بزيادة إفراز هرمون ESTROGEN و PROGESTERONE وتكون نسبة الهرمون الأول أعلى قبل التبويض أي في النصف الأول من الشهر، وتكون نسبة الهرمون الثاني أعلى بعد التبويض أي في النصف الثاني من الشهر.



وبالتالي أي خلل في ذلك التوازن الهرموني بين الهرمونات المسؤولة عن الدورة الشهرية يؤدي إلى حدوث نقص في كمية الدم النازل أثناء الدورة، ويمكن إعادة ذلك التوازن عن طريق تناول حبوب من هرمون البروجيستيرون المسؤول عن تغذية بطانة الرحم، وزيادتها إلى الزيادة الطبيعية، وبالتالي تتحسن وتنضبط الدورة الشهرية.



وهذه الحبوب تسمى دوفاستون، وتؤخذ من اليوم الـ16 من بداية الدورة، حتى اليوم الـ26 من بدايتها، ثم التوقف حتى تنزل الدورة، وإعادة تناولها الشهر الذي يليه حتى يتم تنظيم الدورة، وبناء بطانة رحم جيدة، ويستمر تناول هذه الحبوب لمدة 3 إلى 6 شهور، وهي تعطي أيضاً انطباعاً بأن الرحم يعمل بشكل جيد، ولا يوجد به مشاكل صحية.



وهناك الكثير من المواد الطبيعية التي تحسن التبويض وتعيد التوازن بين الهرمونات المسؤولة عن التبويض، وبالتالي تنتظم أكثر الدورة الشهرية، مثل: تناول حليب الصويا، وشرب شاي أعشاب البردقوش، والمرمرية، وحبوب زهرة الربيع، وتناول تلبينة الشعير المطحون مع الحليب، وتناول المزيد من الفاكهة والخضروات، وكل ذلك يُساعد في التبويض الجيد، مما يترك أثراً في تنظيم الدورة الشهرية، ولا داعي للقلق والتوتر؛ لأن ذلك يؤدي إلى الاضطراب فيها.



حفظك الله من كل مكروه سوء، ووفقك لما فيه الخير.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://www.islamweb.net/consult/index.php?page=Details&id=2190474

تعليقات