الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإنه يستحب للمرء التأدب بالآداب العامة والاهتمام بالنظافة. والبصاق مستقذر فلا ينبغي فعله بحيث يتأذى منه الناس. ومع هذا فإنا لم نقف على نص ينهى عن البصق في الطريق، والأصل في الأشياء الإباحة حتى يرد الدليل بالتحريم. وقد نص أهل العلم على نحو هذا. قال صاحب مطالب أولي النهى: ويباح بصاق ونحوه بغير مسجد عن يساره وتحت قدمه. وعليه؛ فلا مانع من البصق في الطريق، سواء كان الفاعل يعاني من مرض أو لا. إلا إذا كان المرض معديا وتنتشر عدواه بالبصاق فيمنع حينئذ من البصاق في الطريق إلا إذا دفنه؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: لا ضرر ولا ضرار. رواه مالك. وللبصاق آداب منها: أن يتجنب التفل في اتجاه القبلة وعن يمينه،. ففي سنن أبي داودوغيره عن حذيفة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من تفل تجاه القبلة جاء يوم القيامة تفله بين عينيه. وفي رواية لابن خزيمة من حديث ابن عمر مرفوعا:يبعث صاحب النخامة في القبلة يوم القيامة وهي في وجهه. قال الصنعاني في سبل السلام: ومثل البصاق إلى القبلة البصاق عن اليمين، فإنه منهي عنه مطلقا أيضا، وأخرج عبد الرزاق عن ابن مسعود: أنه كره أن يبصق عن يمينه وليس في الصلاة، وعن معاذ بن جبل: ما بصقت عن يميني منذ أسلمت. وعن عمر بن عبد العزيز أنه نهى عنه أيضا. وفي مغني المحتاج إلى معرفة ألفاظ المنهاج للشربيني: ويكره البصاق عن يمينه وأمامه وهو في غير الصلاة أيضا كما قاله المصنف؛ خلافا لما رجحه الأذرعي تبعا للسبكي من أنه مباح, لكن محل كراهة ذلك أمامه إذا كان متوجها إلى القبلة كما بحثه بعضهم إكراما لها . والله أعلم.
تعليقات
إرسال تعليق