هل ما أعاني منه الرهاب أم التوحد؟ وما أفضل العلاجات؟

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته



لدي رهاب اجتماعي شديد منذ الصغر، لا أتكلم بحضور الناس وخصوصا في المجلس، يتغير لون وجهي، ونبرة صوتي، وأتعرق، ولا أرد على الهاتف بحضور الناس، وأشعر بالدونية.



استخدمت سبرالكس كما وصفت لي -أخي محمد في الاستشارة (2166602)، ولكن التحسن خفيف، وتركت العلاج بعد استخدامي 5 أشهر.



وجدت سيروكسات وزلفت في الصيدلية تباع بدون وصفة والحمد لله، أيهما أفضل للرهاب الاجتماعي؟ أتمنى أن تصف لي أحد الأدوية -الحمد لله- أنا قادر على التكلفة حتى لو كانت الجرعة عالية.



عند تناولي للسبرالكس شعرت بكثرة الغازات والأرق البسيط، وعند تركه لم أشعر بأعراض الانسحاب.



زواجي بعد ثلاثة أشهر، وخائف للغاية، أشعر بدقات قلبي عند تذكر الزواج ولقاء الناس، أخي محمد الأقارب ينتقدوني ويطلقون علي لقب المريض النفسي والمعقد، هل أنا مصاب بالتوحد؟



والسلام عليكم.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



بارك الله فيك -أخي الكريم– وأشكرك على هذه الرسالة الطيبة، وأقول لك كما قال الشاعر: هوّن عليك وجفف دمعك الغالي.



أنت -الحمد لله تعالى– بخير، وسوف تكون على خير، وكل الذي بك هو هذه المخاوف الاجتماعية، وأعتقد أن الأمر تضخم وتجسم لديك، مما أصبح يُشعرك بالتخوف المستقبلي خاصة في موضوع الزواج.



أما من ينتقدونك فتعامل معهم من خلال {وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا} لا نريد أن نسيء إلى أحد، إلا أن كل واحد ينتقد الآخرين ويحتقرهم هذا إنسان –أقولها وبكل صرامة وبكل مصداقية– لا بد أن يكون له نواقص ذاتية، لذا دائمًا يُسقط على الآخرين، فلا تهتم بهذا الأمر أبدًا، كن فعّالاً من خلال برك لوالديك، ومن خلال إبراز وجهك المجتمعي الجميل، بأن تكون في الصفوف الأولى في المساجد، وفي المناسبات، وأن تكون مطلعًا ومُلمًّا بالمعلومات وبالأحداث الجارية، ترفع درجة ثقافتك، هذا يمكّن لك التواصل الاجتماعي بصورة تلقائية جدًّا وسلسة جدًّا.



اذهب ومارس الرياضة الجماعية مثل: كرة القدم مرة أو مرتين في الأسبوع، لك أشياء طيبة وأشياء جميلة، وأنت مقتدر عليها تمامًا.



وأنا سعيد جدًّا أن أسمع أنك مُقدم على الزواج، ولا شك أن الزواج يأتي بالكثير من الخير، هو مفتاح للرزق وللبركة، وللحياة الطيبة السعيدة وللذرية، فهنيئًا لك، وتوكل على الله وسر على هذا الطريق.



بالنسبة للعلاج الدوائي: العلاج الدوائي نعم مكمّل، وأنا أقول لك: تناول الزيروكسات، دواء طيب، دواء جميل، دواء فاعل، وهو تقريبًا توأم الزولفت فيما يخص الرهاب الاجتماعي، لكن بعض الناس يستفيدون من دواء ولا يستفيدون من آخر، وهذا معلوم علميًا، حيث إن التركيب الكيميائي لهذه الأدوية يعمل من خلال المكونات الجينية لكل إنسان.



جرعة الزيروكسات التي تحتاجها هي نصف حبة –وقوة الحبة هي عشرة مليجرام– تناولها ليلاً بعد الأكل، استمر عليها لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة، استمر عليها لمدة شهر، ثم اجعلها حبتين في اليوم –أي أربعين مليجرامًا– وهذه سوف تكون جرعة ممتازة جدًّا، استمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى حبة واحدة لمدة ستة أشهر، ثم نصف حبة يوميًا لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الزيروكسات، وقطعًا لا تحتاج لتناول السبرالكس أو الزولفت أو أي دواء آخر.



هنالك دواء بسيط جدًّا يمكن أن نُضيفه ليخفف عليك التسارع أو الشعور بضربات القلب، هذا الدواء يعرف تجاريًا باسم (إندرال) واسمه العلمي (بروبرالانول) والجرعة التي تحتاجها هي عشرة مليجرام فقط، تناولها في الصباح لمدة شهر، ثم توقف عنها، لكن يجب أن تستمر في الزيروكسات بنفس الطريقة التي ذكرتها لك، ولا بد أن تأخذ بالمؤشرات السلوكية الهامة التي ذكرتها لك.



باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.





via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://www.islamweb.net/consult/index.php?page=Details&id=2189349

تعليقات