السؤال:
السلام عليكم
في البداية: أحب أن أشكر القائمين على هذا الموقع، وأسأل الله أن يجعله في موازين حسناتكم.
أُعاني من مشاكل عائلية ومشاكل أخرى منذ أن كنت في سن السادسة تقريباً، واليوم أنا في سن الثامنة عشرة، ولم تتغير هذه المشاكل، وبدلاً من أن تحل تزيد وتتعقد، لم أتوقع يوماً أن تصل لهذا التعقيد، وإلى هذا اليوم وأنا صامتة لم أخبر أحداً بمعاناتي، أكره نظرات الشفقة وبشدة، ولا أريد أن ينظر إلي أحدٌ بهذه النظرات.
أفصحتُ يوماً عن سبب يُضايقني كثيراً لأقرب صديقاتي قبل سنتين تقريباً، وإلى اليوم وأنا أشعر بندمٍ شديدٍ لتحدثي عن هذا الأمر، رغم أنها كتمت، وكانت محلاً للثقة، ودائماً ما تتحدث لي عن مشاكلها، وكسبت ثقتي، وعلاقتنا أصبحت أقوى أكثر من ذي قبل، ولكن لا أعرف سبب ندمي بالبوح إلى الآن! رغم أنه سببٌ عادي بالنسبة للمشاكل التي تواجهني، ودائماً أفكر فيما لو فكرت بالبوح عن حجم الندم الذي سيرافقني، وكم سيستمر؟!
كنت أعتقد أني قوية، وسأتحمل ما يواجهني من مشاكل لوحدي، ولكن للأسف عندما دخلت الثانوي وإلى اليوم وأنا أشعر باختناقٍ شديد أكثر من قبل، وأشعر أني في أي لحظة سأفقد السيطرة على نفسي، وسأصرخ بصوتٍ عالٍ، وأكسر أي شيء أراه أمامي، وإذا وقفت أشعر أني سأسقط في أي لحظة.
قل حديثي مع الناس، وأصبحت أفقد ابتسامتي شيئاً فشيئاً، وكثر نومي، وكأني أريد الهرب من مشاكلي، وكثر سرحاني، وفقدت القدرة على التركيز، وتدنى مستواي الدراسي بشكلٍ كبير، وأصبحتُ ضعيفة جداً وحساسة.
فقدتُ ثقتي بنفسي، دائماً ما يُقال عني أني فتاة جميلة ومحبوبة من الجميع، ولكن أشعر أنهم يجاملون، ودائماً أسأل نفسي: لماذا يحبني الناس؟ فأنا لا أستحق هذا الحب من أحد، وخاصة في سنواتي الثلاث الأخيرة؛ لأني أصبحت بوجه محبط، وأحب العزلة، وبالعكس بدلاً من أن أرى الناس تكرهني أرى حبهم يزيد لي، ولا أعرف السبب!
دائماً عندما أريد فعل شيء أسأل نفسي: ماذا سيقول الناس؟ وكيف ستكون ردة فعلهم؟
تنازلت عن أشياء كثيرة أحبها وأريدها؛ بسبب خوفي من كلام الناس، وغالباً عندما أفعل أي شيء أندم بعد دقائق على فعله، وأقول: لم فعلت هذا، وأنا فتاةٌ حقيرة وسخيفة وساذجة و..و..؟
تغيرت حياتي بشكلٍ كبير في سن السادسة عشرة، وأريد أن تعود كما كانت من قبل، وأن تعود قوتي وثقتي بنفسي، فانصحوني، وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Mnoo حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فلا شك أن مرحلتك العمرية هي مرحلة تغيرات كثيرة: نفسية، وبيولوجية، وجسدية، ووجدانية، وتغيرات واستفسارات وتساؤلات حول الانتماء وحول الهوية، وحول ما يحمله المستقبل؛ هذه أمورٌ نعتبرها طبيعية جدًّا.
عند بعض الشباب والشابات هذه التطورات النفسية والجسدية قد تتحول إلى هموم، وإلى نزعات سلبية جدًّا وتشاؤمية، وهذا قطعًا له أثرٌ سلبي جدًّا على الإنسان، وأنت بصفةٍ عامة أراك حساسة بعض الشيء، وربما يكون أيضًا لديك محور انفعالي وسواسي؛ حيث إنك تدققين في الأمور جدًّا مع نمط التفكير التشاؤمي.
لابد أن تكوني أكثر ثقةً في نفسك، وبالنسبة لمشاكل العائلة؛ فكل العائلات لديها مشاكل، والحمد لله تعالى أنت الآن بلغت مرحلة من العمر تؤهلك لأن تكوني أنت مصدر الثقة في أسرتك وفي نفسك، وأن تساهمي في أن تعيش أسرتك حياة سعيدة، فلابد أن تأخذي مبادرات، ولابد أن تلعبي دورًا إيجابيًا، وهكذا الحياة، ولا تقللي من قيمة ذاتك أبدًا، فلديك مقدرات، ويمكن أن تساهمي كثيرًا بما هو إيجابي.
موضوع أنك تحدثتِ إلى صديقتك عن المشاكل الأسرية، أعتقد أن هذا سوف يضعك في وضعٍ اعتباري أكثر لدى صديقتك؛ حيث إنك أفصحت لها عن أسرار أسرية، وهذا سوف ينعكس على تفكيرها إيجابيًا؛ لأنها سوف تعتبرك فعلاً محط ثقة، وأنك تثقين بها، وبوحك بما في داخل نفسك له أثرٌ إيجابي عليك، وهذا نسميه بـ(التفريغ النفسي) فلا تكوني حساسة حول هذا الأمر، ويمكن أن تقولي لصديقتك: (الحمد لله الموضوع الذي تحدثتُ فيه معك أصبحت الأمور الآن أفضل حالاً) وهكذا.
فتخلصي من نمط التفكير الوسواسي، وأعتقد أنك محتاجةٌ أيضًا لنقلة معرفية مهمة حول المستقبل، وحول دراستك، وحول تخصصك، وحول التزود بالعلم، وحول أن يرزقك الله تعالى الزوج الصالح، وهكذا لابد أن يكون مثل هذا النوع من الفكر موجوداً، وهذه ليست أحلامًا، وليست أوهامًا، إنما هي واقع، والإنسان الذي ليس له دافعية وليست له آمال، وليست له مشاريع في حياته، فلن تأتيه الأمور لوحدها، فالنفع الداخلي والذاتي للنفس يأتي من خلال التصور الإيجابي حول المستقبل.
أنا أعتقد أنك تمرين بهذه المرحلة، وكما ذكرت لك هي عابرة، ومن خلال التفكير بنمط إيجابي أعتقد أنك لن تواجهي أي مشكلة.
تنظيم الوقت وترتيبه سيكون له أثرٌ إيجابي جدًا عليك، خاصةً في موضوع التوازن ما بين الواجبات الأكاديمية والدراسية، وراحتك، والترفيه عن نفسك، ومشاركة الأسرة، والحرص على عباداتك...هذا هو المنهج الذي يجب أن تتبعيه، وأنا لا أرى أبدًا أنك في حاجة لأي نوع من العلاج الدوائي.
هنالك بعض الكتب الجيدة إذا أُتيحت لك الفرصة أن تطلعي عليها فسوف يكون جيدًا، مثل: كتاب الشيخ الدكتور عائض القرني: (لا تحزن) أنا معجب به جدًّا؛ لأنه بالفعل مفيدٌ نفسيًا وسلوكيًا وإسلاميًا، وكتاب: (التعامل مع الذات) للدكتور بشير الرشيدي، أرى فيه أيضًا فوائد كثيرة، وكذلك كتاب: (التغيير من الداخل) للدكتور أيمن أسعد عبده.
أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.
السلام عليكم
في البداية: أحب أن أشكر القائمين على هذا الموقع، وأسأل الله أن يجعله في موازين حسناتكم.
أُعاني من مشاكل عائلية ومشاكل أخرى منذ أن كنت في سن السادسة تقريباً، واليوم أنا في سن الثامنة عشرة، ولم تتغير هذه المشاكل، وبدلاً من أن تحل تزيد وتتعقد، لم أتوقع يوماً أن تصل لهذا التعقيد، وإلى هذا اليوم وأنا صامتة لم أخبر أحداً بمعاناتي، أكره نظرات الشفقة وبشدة، ولا أريد أن ينظر إلي أحدٌ بهذه النظرات.
أفصحتُ يوماً عن سبب يُضايقني كثيراً لأقرب صديقاتي قبل سنتين تقريباً، وإلى اليوم وأنا أشعر بندمٍ شديدٍ لتحدثي عن هذا الأمر، رغم أنها كتمت، وكانت محلاً للثقة، ودائماً ما تتحدث لي عن مشاكلها، وكسبت ثقتي، وعلاقتنا أصبحت أقوى أكثر من ذي قبل، ولكن لا أعرف سبب ندمي بالبوح إلى الآن! رغم أنه سببٌ عادي بالنسبة للمشاكل التي تواجهني، ودائماً أفكر فيما لو فكرت بالبوح عن حجم الندم الذي سيرافقني، وكم سيستمر؟!
كنت أعتقد أني قوية، وسأتحمل ما يواجهني من مشاكل لوحدي، ولكن للأسف عندما دخلت الثانوي وإلى اليوم وأنا أشعر باختناقٍ شديد أكثر من قبل، وأشعر أني في أي لحظة سأفقد السيطرة على نفسي، وسأصرخ بصوتٍ عالٍ، وأكسر أي شيء أراه أمامي، وإذا وقفت أشعر أني سأسقط في أي لحظة.
قل حديثي مع الناس، وأصبحت أفقد ابتسامتي شيئاً فشيئاً، وكثر نومي، وكأني أريد الهرب من مشاكلي، وكثر سرحاني، وفقدت القدرة على التركيز، وتدنى مستواي الدراسي بشكلٍ كبير، وأصبحتُ ضعيفة جداً وحساسة.
فقدتُ ثقتي بنفسي، دائماً ما يُقال عني أني فتاة جميلة ومحبوبة من الجميع، ولكن أشعر أنهم يجاملون، ودائماً أسأل نفسي: لماذا يحبني الناس؟ فأنا لا أستحق هذا الحب من أحد، وخاصة في سنواتي الثلاث الأخيرة؛ لأني أصبحت بوجه محبط، وأحب العزلة، وبالعكس بدلاً من أن أرى الناس تكرهني أرى حبهم يزيد لي، ولا أعرف السبب!
دائماً عندما أريد فعل شيء أسأل نفسي: ماذا سيقول الناس؟ وكيف ستكون ردة فعلهم؟
تنازلت عن أشياء كثيرة أحبها وأريدها؛ بسبب خوفي من كلام الناس، وغالباً عندما أفعل أي شيء أندم بعد دقائق على فعله، وأقول: لم فعلت هذا، وأنا فتاةٌ حقيرة وسخيفة وساذجة و..و..؟
تغيرت حياتي بشكلٍ كبير في سن السادسة عشرة، وأريد أن تعود كما كانت من قبل، وأن تعود قوتي وثقتي بنفسي، فانصحوني، وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Mnoo حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فلا شك أن مرحلتك العمرية هي مرحلة تغيرات كثيرة: نفسية، وبيولوجية، وجسدية، ووجدانية، وتغيرات واستفسارات وتساؤلات حول الانتماء وحول الهوية، وحول ما يحمله المستقبل؛ هذه أمورٌ نعتبرها طبيعية جدًّا.
عند بعض الشباب والشابات هذه التطورات النفسية والجسدية قد تتحول إلى هموم، وإلى نزعات سلبية جدًّا وتشاؤمية، وهذا قطعًا له أثرٌ سلبي جدًّا على الإنسان، وأنت بصفةٍ عامة أراك حساسة بعض الشيء، وربما يكون أيضًا لديك محور انفعالي وسواسي؛ حيث إنك تدققين في الأمور جدًّا مع نمط التفكير التشاؤمي.
لابد أن تكوني أكثر ثقةً في نفسك، وبالنسبة لمشاكل العائلة؛ فكل العائلات لديها مشاكل، والحمد لله تعالى أنت الآن بلغت مرحلة من العمر تؤهلك لأن تكوني أنت مصدر الثقة في أسرتك وفي نفسك، وأن تساهمي في أن تعيش أسرتك حياة سعيدة، فلابد أن تأخذي مبادرات، ولابد أن تلعبي دورًا إيجابيًا، وهكذا الحياة، ولا تقللي من قيمة ذاتك أبدًا، فلديك مقدرات، ويمكن أن تساهمي كثيرًا بما هو إيجابي.
موضوع أنك تحدثتِ إلى صديقتك عن المشاكل الأسرية، أعتقد أن هذا سوف يضعك في وضعٍ اعتباري أكثر لدى صديقتك؛ حيث إنك أفصحت لها عن أسرار أسرية، وهذا سوف ينعكس على تفكيرها إيجابيًا؛ لأنها سوف تعتبرك فعلاً محط ثقة، وأنك تثقين بها، وبوحك بما في داخل نفسك له أثرٌ إيجابي عليك، وهذا نسميه بـ(التفريغ النفسي) فلا تكوني حساسة حول هذا الأمر، ويمكن أن تقولي لصديقتك: (الحمد لله الموضوع الذي تحدثتُ فيه معك أصبحت الأمور الآن أفضل حالاً) وهكذا.
فتخلصي من نمط التفكير الوسواسي، وأعتقد أنك محتاجةٌ أيضًا لنقلة معرفية مهمة حول المستقبل، وحول دراستك، وحول تخصصك، وحول التزود بالعلم، وحول أن يرزقك الله تعالى الزوج الصالح، وهكذا لابد أن يكون مثل هذا النوع من الفكر موجوداً، وهذه ليست أحلامًا، وليست أوهامًا، إنما هي واقع، والإنسان الذي ليس له دافعية وليست له آمال، وليست له مشاريع في حياته، فلن تأتيه الأمور لوحدها، فالنفع الداخلي والذاتي للنفس يأتي من خلال التصور الإيجابي حول المستقبل.
أنا أعتقد أنك تمرين بهذه المرحلة، وكما ذكرت لك هي عابرة، ومن خلال التفكير بنمط إيجابي أعتقد أنك لن تواجهي أي مشكلة.
تنظيم الوقت وترتيبه سيكون له أثرٌ إيجابي جدًا عليك، خاصةً في موضوع التوازن ما بين الواجبات الأكاديمية والدراسية، وراحتك، والترفيه عن نفسك، ومشاركة الأسرة، والحرص على عباداتك...هذا هو المنهج الذي يجب أن تتبعيه، وأنا لا أرى أبدًا أنك في حاجة لأي نوع من العلاج الدوائي.
هنالك بعض الكتب الجيدة إذا أُتيحت لك الفرصة أن تطلعي عليها فسوف يكون جيدًا، مثل: كتاب الشيخ الدكتور عائض القرني: (لا تحزن) أنا معجب به جدًّا؛ لأنه بالفعل مفيدٌ نفسيًا وسلوكيًا وإسلاميًا، وكتاب: (التعامل مع الذات) للدكتور بشير الرشيدي، أرى فيه أيضًا فوائد كثيرة، وكذلك كتاب: (التغيير من الداخل) للدكتور أيمن أسعد عبده.
أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.
via موقع الاستشارات - إسلام ويب http://www.islamweb.net/consult/index.php?page=Details&id=2189001
تعليقات
إرسال تعليق