الشخص الاول:
التوسل حرام ويعتبر شركاُ بالله تعالى، بدليل قوله تعالى : " أدعوني أستجب لكم " فلماذا لا تطلب من الله مباشرة؟
الشخص الثاني:
نطلب من الله مباشرة وأيضا عبر وسيلة بدليل قوله تعالى : " وإبتغوا إليه الوسيلة "الشخص الاول:
الوسيلة هنا العمل الصالح، والقرآن ودعاء المؤمن لك ، وأسماء الله الحسنى ، وليس ذوات الأنبياء والصالحين من عباده.الشخص الثاني:
ولكن الله تعالى قال " الوسيلة " وأنت تعلم أن (أل) تفيد الإستغراق والعموم، فمن أين خصصت الوسيلة بالذّي ذكرت؟الشخص الاول:
امممم ، طيب، لماذا لا تتوسلون بالدعاء المؤمن الحي؟ كما فعل سيدنا عمر بن الخطاب عندما إستمطر بدعاء العباس عم النبي ؟الشخص الثاني:
بل استمطر بذات العباس وليس بدعائه، كما رواه البخاري: " عن أنس بن مالك، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب، فقال: اللهم إنا كنّا نتوسل إليك بنبينا فتسقنا، وإنا نتوسل إليك بعمّ نبينا فاسقنا ، قال: فيسقون ".
فالصحابة كانوا يتوسلون بذات النبي ص والعباس ؟ فهل تحكم بشركهم؟!!الشخص الاول:
امممم .. ولماذا لا تقتصرون بالتوسل بالأحياء فقط؟ فالأموات لا يسمعونكم، هذا أولا ، وثانيا : بسبب عدم قدرتهم على إجابتكم.الشخص الثاني:
وكأنني أفهم من كلامك أنه يجوز التوسل بالحي لأنه يملك القدرة على التأثير بعكس الميت الذي لا يملك القدرة على التأثير الذاتي؟الشخص الاول:
لا لا ، فالحي ليس له أي تأثير ذاتي فكل عمل يقوم به هو ضمن إرداة الله وإقداره.الشخص الثاني:
بارك الله بك، وهذا ما نعتقده في الميت أيضا، فهل هو بعيد عن الله تعالى؟الشخص الاول: طيّب.. وبالنسبة لسماع الأموات ؟الشخص الثاني:
أولا: بالنسبة لسماع الميت، فأقول:
ما علاقة سماع الميت وعدم سماعه بالشرك ؟ إنَّ أقصى ما يُقال عن هذا العمل أنه عبثي، طبعاً لو ثبت أن الميت لا يسمع وخصوصاً لو كان بمنزلة الشهداء أو أعلى منزلة منهم ، كالنبي ص والأولياء.الشخص الاول:
وما الدليل على أن الميت يسمع ؟الشخص الثاني:
هناك أدلة كثيرة سأذكر واحدة أو إثنتين منها:
1ـ النبي صالح ع يكلّم قومه الهالكين ، قال تعالى : " فأخذتهم الرّجفة فأصبحوا في ديارهم جاثمين، فتولى عنهم وقال: يا قومِ لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا يحبون الناصحين " الأعراف/78ـ79 ،
وكذلك مخاطبة النبي شعيب ع لقومه بعد هلاكهم في سورة الأعراف / 91 ـ 92 ـ 93 .
2ـ مخاطبة النبي محمد ص لقتلى بئر قليب كما رواه البخاري في صحيحه : " .. عن صالح ، حدثني : نافع أن بن عمر (ر) أخبره قال : اطلع النبي ص على أهل القليب فقال : وجدتم ما وعد ربكم حقاً فقيل له تدعو أمواتا فقال : ما أنتم بأسمع منها ولكن لا يجيبون "
.. وغيرها من الروايات التي تدل على أن الميت يسمع قرع نعال مُشيعيه و.و.
فيقول الشخص الاول:
اممممم، طيب، ولماذا تطلبون منهم أمورا غير عادية لا يقدر عليها إلا الله، وهذا شرك بالله تعالى.فيقول الشخص الثاني:
أولا : وهل ما طلبه المؤمنون من النبي عيسى ع بأن يُحيي الموتى ويبرأ الأكمه والأبرص كان شركا؟ وإذا كان كذلك فلماذا لم يزجرهم عن ذلك ؟
ثانيا: وهل ما طلبه النبي سليمان ع من إحضار عرش بلقيس كان من مقدرة البشر أم فوق قدرتهم؟ وهل أضحى النبي سليمان ع مشركا بهذا العمل؟
ثالثا: لا توجد علاقة بين طلب شيئ لا يقدر عليه البشر العاديين وبين الشرك، نعم قد يعتبر عمل عبثي إذا علمت أنه لا يقدر على الإجابة.
رابعا: إذا طلب شخص من ابنه المشلول كوبا من الماء وهو يعلم أن ابنه لا يقدر على إجابة الطلب يكون قد أشرك الأب بالله؟ لأنه طلب أمرا لا يقدر عليه ابنه المشلول؟ الشخص الاول:
يلا صار وقت الصلاة .. بعدين نكمل ..
إنتظرونا .. مع عقليات حوارية أخرى.
وللمزيد تابعوا مدونتكم
تعليقات
إرسال تعليق